أَنْفَاسْ..

الأحد، 27 ديسمبر 2009

عاشت رغم جنون الفناء ..

لا أستطيع أن أستوعب شيئا ,, أنني سلكت طريقا معينا في يوم كهذا ..

أوصلني ذلك الطريق إلى بيت كأنه الجنة !

ولكن ككل شيء جميل تخطفه شهوة للفناء لم يعد موجودا كنتيجة منطقية بل و حتمية لذكرى لونت يوما كهذا بالأسود ..

أذكر تماما ذلك الطريق الذي يبدأ بمدرسة الجليل الثانوية للبنات ويطوي في منعطفاته بيوت صديقاتي واحدة وراء أخرى تنسل من بين يدي كعقد فرطت حباته اللؤلؤية ..
على أحد جوانبه كانت تقبع مشفى القدس ومن ثم مركز الأمن الوقائي ومن بعدها أظل متوجهة وحيدة إلى حيث تقبع الجنة ,, وبما أنه في الدنيا لا يوجد ما يسمى بالجنة فمن المفترض أن مصيره لا يخفى على أحد!

كان ذاك الطريق على غير عادته مشئوما مليئا بالنساء اللاتي كن يهرعن على فلذات أكبادهن حيث المشفى ,, كل شيء كان يعترض طريقي ذاهبا إلى حيث المشفى في ذلك الوقت ..
أذكر أنني وصلت إلى شارعنا لأجد أن شهيدا أو اثنين قد سقطوا و رأيت أمي خائفة تنتظرني في منتصف الشارع قلقة علي إذ إنني بصراحة هربت من موقع السيارة التي من المفترض أن تحملني إلي البيت لأنني فضلت العودة مشيا ,, " يباسة راس .." عقولة ماما !

أذكر جيدا أيضا أنني عدت إلى *الجنة لأجد أن شباك غرفتي فيها قد كُسر وانهالت قطع الزجاج المتناثرة على شرشف مكتبي الذي كان يقبع تحته وقد كانت شجرة الياسمين (المتشعبطة) على حديد النافذة قد وجدت فرصتها أخيرا لتغزو غرفتي ,, أذكر أنني أمسكت بالشرشف ونثرت قطع الزجاج العالقة فيه على حبات الرمل في الجنينة ونظرت قليلا إلى الأهالي الثائرين غضبا و أنصت قليلا إلى الزغاريد الحزينة التي كانت تصدر من أفواه عجائز كن ليعرفن ما الذي تنذر به الساعات القادمة من مصائب ,,

ثم أخذت نفسي وشددت روحي إلى غرفتي ثانية لأفتح كتاب الرياضيات و أشرع في الدارسة حتى ما لبث صوت التلفاز ليعيدني مجددا و .. بلا مقاومة استجابت عيناي لما كانت ترفضه منذ ساعات و .. انهمرت
أذكر أنها هطلت فوق وردة جورية بيضاء كنت أقبع جانبها كشريدة !

بعد أشهر ,,
في شهر مايو تحديدا عدت إلى هناك , حيث الجنة لأجد أنها لم تعد كذلك بل حجارة متراكمة فوق بعضها تحتجز داخلها كل أحلامي بقسوة ,, لكن شيء ما شدني ..
كانت تلك الوردة الجورية البيضاء وجدت أخرى قد نبتت من بين الحجارة معلنة أنها لازالت باقية لأن فتاة بعمر الزهور مرة سقتها بدموع ساخنة ,, شجرة الياسمين أيضا التي كان حديد نافذتي يمنعها من الولوج إلى عالمي الصغير داخل مملكتي الصغيرة في غرفتي , كانت قد نهضت من جديد لتعلن عن وجودها معلنة الولاء لأميرتها التي كانت قد هجرتها وهجرت تلك الحجارة الصامتة منذ شهور ,,

ثلة أقحوان نبتت في القرب أيضا ,,

الآن لا يوجد شيء أصبحت الجنة أرضا قاحلة !

*الجنة بيتنا الذي هدمته جرافات الاحتلال في الحرب الأخيرة على غزة

كونــــــــوا بخير يا أصدقاء

الأحد، 20 ديسمبر 2009

باختصار

أفر منه إليه ..

أصل الفراغ , الحزن , الفرح , التعب والراحة وكل المتناقضات يتواجد في العقد والمنعطفات ,, أو على الحواف !

أصل الكلام والغناء ,, نهاية السماء ! وبداية الحياة ..

يأتي من العدم و نلتقى في اللامكان ونسكن اللحظة و .. نذوي ..

عندما أضع نقط بعد كل جملة أكتبها فإنني أدع له فرصة كي يتواجد ..

باختصار , هو كل شيء !

: )

الأحد، 13 ديسمبر 2009

*

*عمار يا بلـــــــــــد ..

-اللون ما الو علاقة يا جماعة ,,
كل انطلاقة وانتو بخير !
للصفر و الحمر والخضر والسود و ..

* شكوك تدور حول إمكانية أن تكون ملكة جمال فرنسا لهذا العام من أصول عربية جزائرية ,,

- إقامة مسابقة لملكة جمال فلسطين لأول مرة في التاريخ ولكن دون مشاركة فتيات غزة ,,

- فلسطين تدخل مجموعة جينيس للأرقام القياسية لصنعها أكبر قالب كنافة ,,

- فلسطين تدخل المجموعة ذاتها لصنعها أكبر ثوب فلاحي فلسطيني ( أه والله حتى غطى أرضية الستاد كلها شفته ! )

* لا تعليق ,,


*يجب أن يسجل لتلك الأفواه المفتوحة للخطابات فقط أنها تتسع لأكبر خازوق في العالم !


* كفى ,,
صح !

السبت، 5 ديسمبر 2009

والخريف عم يخلص ..

http://www.6rb.com/songs/13224.html

كل شي عم يخلص ..

الحب و الأحلام ..

الضجر و الأيام ..

السهر و الأعياد ..

**

و الطريق عم يصغر ..

ونحنا عالطريق ..

راح تخلص المسافة و الطريق ..

**

...

والخريف عم يخلص ..

ونحنا بالخريف ..

و الضباب يغطط الرصيف ..

**

...

كل شي عم يخلص بوجوه الأصحاب ..

كل شي عم يخلص ,, ضحكات الأحباب

والعيد راح يخلص وأنا بهالعيد وحدي يا حبيبي وانتا بعيد ..!

**

..

السبت، 28 نوفمبر 2009

لست أدري !

ليس لدي ما أقول ..

كل ما أريده هو أن أوصل رسالة ..

البشر , كيف يفعلون ذلك ؟!

حمام زاجل منذ القدم ,, لا أملك واحدا .
رسائل بريدية , جربتها و لم تفلح .
مسجات هاتفية , لم تكن أفضل من سابقاتها !

ماذا أفعل ,, أشيروا علي يا رفاق !

لحظة واحدة ,, الرسالة عبارة عن نبضات .. دقات قلب ,,

كيف يمكن إرسالها عبر وسائل الاتصال العقيمة تلك ! :S

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

اسمحيلي من الرقصة الأولى ..


كل العيون متعلقة بحركاتهما .. نظراتهم تتابع خطواتهما بشغف ,, ابتسامة لذيذة ارتسمت على وجوه الحاضرين ,, و سرح كل منهم في عالمه .. و العروسان يواصلان الرقص ..

.. تسلميلي ما أحلاكي ,, ثوب الأبيض شو محلاكي ,, راح كمّل حياتي معاكي ..

,, بينما القلوب تخفق على وقع هذه الكلمات ,, كانت عيناي تتعلقان بالثريا مع حمرة غزت وجنتاي رغما عني ,, كنت أراقبني مرتدية الثوب الأبيض ,, يداي على رقبته , يديه على خاصرتي .. أرمي رأسي بين كتفيه و كل العيون تحسدني عليه ,, أرى ذلك جليا في المعينات الكريستالية المتبلورة التي تزين الثريا هناك في السقف , أرى الأضواء الملونة التي تحارب العتمة هناك ,, يوما ما .. ,

.. راح بتصيري إم أولادي و نعمر بيت السعادة .. خليكي بعمري خليكي .. زينتِ عمري و أيامي ,, صارت حقيقة أحلامي ..

أيقظتني وخزة على كتفي و ابتسامة مشفقة من إسلام .. لم يتحقق شيء بعد ! :)

.. اسمحيلي من الرقصة الاولى , و صلك إحساسي فيكي ..

و يتابع العروسان الرقص , و أنا أراقب بتوجس عيون الحاضرين تتابع حركات شفاهي محاولة التقاط ما تتفوه به ,, و .. إذ بشفاه إسلام تتمتم .. لقد قالت شيئا , كان الشيء الوحيد الحقيقي في تلك الليلة مع ابتسامتها الصادقة رغم كل الزيف و " النفاق الاجتماعي " الذي كان في تلك الليلة !

أعادتني إلى الواقع و تذكرت أنني تركت عيناي و قد ثقل بهما الحمل و كان عليهما الإجهاض إلا أنهما لم يخذلاني حتى رجعت إلى البيت و اندسست في فراشي كتائه يحاول التماس الطريق بيديه ,, وهو لا يعلم أنه كلما مشى أكثر كلما زاد عمق خطواته المتزعزعة على أرض الوهم !

.. عيون اجتمعت على شيء ما للحظة ما كالحلم .. لكن ما لبث أن فرقها الواقع ,, بعضها نام يحلم , بعضها لم يعطها الدمع فرصة لذلك , عيون حائرة ,, عيون متأملة ,, عيون متألمة ,, و أخرى تتلألأ أمام عيني من تحب , وأخرى تتلألأ جراء متابعتها كريستالات في ثريا ما في مكان ما تحلم باللقاء الأول لا تزال ..!

و ,, أما عيناي فالخيبة لم تستطع محو ذاك البريق و تلك اللمعة في سوادهما الحالك كحلكة الواقع الذي لا مناص لها من عيشه ,,

أغمضتهما و خبا بريقهما و أكملت رقصي في العتمة وحدي
و .. تعثرت !

الاثنين، 16 نوفمبر 2009

و عادت إلى الحياة ..


مجلة تُعنى بشئون الأدب و الفن ..

لفت نظري ملف العدد ..

إنه لكوثر أبو هاني ..

كان رائعا يا كوثر :)

خاصة ( بقايا أقنعة ) أحببتها جدا ,, ( له يدان ) ,, كلها رائعة :)

زياد خداش له أيضا ( سيدة الشاي ) ,, ( نادل ) وأيضا لا أذكر اسمها لكنها تلك التي تختوي عازف الربابات بين سطورها ,,
كذلك هناء القاضي و غريب عسقلاني ( عبق الياسمسن )

بالمناسبة غريب عسقلاتي تشرفت بلقائه يوما ولا زلت أذكر له ( صحن الفول )

جيد أن هكذا مجلة عادت إلى الحياة منذ عام 97

تحياتي / آلاء

السبت، 14 نوفمبر 2009

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

نأسف للإزعاج




أبتاه ..

نأسف لأننا أزعجنا مرقدك .. لأننا أقلقنا مضجعك ..

أعذر قلمي العقيم الذي لا يملك سوى الاعتذار فحسب !

أما أنا فلا أملك سوى دمعة و شمعة و .. ذاك القلم ..

لا بأس ,, لا تأبه بهم ..

نم قرير العين , هنيئا لك ما أنت فيه .

السبت، 17 أكتوبر 2009

G10112_06

ذاك هو بمثابة رقم هوية لبيتنا الذي بات الآن بمساواة التراب بعد الحرب الأخيرة على غزة

هو رقم كتبه موظف من وزارة الأشغال على حجر من أحجاره المهدمة ليصبح بمثابة الشاهد على دمار بيتنا و الدليل الموثق لدى الوزارة ليأخذ دورا ما من بين تلك الألوف من المباني التي دُمرت كليا كبيتنا ليتم إعمارها من جديد ..!

قد يستغرق هذا الإعمار سنة بأقل تقدير وقد يستغرق أكثر من ذلك بكثير ..
وبينما تحدث تلك المعجزة نبقى كما نحن الآن حاملين لذلك اللقب الذي التصق بنا مذ خرجنا من بيتنا .. ( نازحين )

فإلى أن نرجع كما كنا لكم أن تناموا و تحلموا كما تشاؤا بالمشمش !

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

ثورة

إن كنت أحمق الخطى يا قدري ,, فلا بأس سأرسم لك خطواتك بنفسي و .. ستسير كما أريد أنا , أعدك .. ستغيّر مسارك رغما عنك :) أعذرني لن أتساهل معك بعد الآن .. ستقاوم و .. سنتفق أخيرا , سيأتي ذلك اليوم .. سترى أيها البائس !
......
أحمق من يظن أن الحلم يمكن أن يموت .. الحلم خالد و غير مرهون بأي شيء حتى بحياة صاحبه أو موته .. ولا حتى بالوقت أو العمر أو المادة ,, غير متوقف على ذلك الواقع العقيم الذي لا يكون في صفك غالبا أو بمعنى أدق دوما !
لا ...
سأقولها لكل شيء يقف في طريق حلمي ..
سأمارسها أيضا ضد أي شيء يقيدني ..
.....
الحياة صراع علينا أن نخوضه مرغمين ..
و ننتصر به شئنا ذلك أم أبينا !
و إلا فلن نكون !
.....
سيأتي ذلك اليوم الذي سأفعل فيه ما لم أستطع حتى أن أقوله اليوم .. !
و سأبقى حياة الألم ولن أغير حروف الأخيرة .. و لا أحد له الحق في طلب ذلك ..
حياة الألم وُلدت معي و ستبقى .. إنها الرابط الوحيد بين آلائين إحداهما تحاول أن تكون على حساب الأخرى , حياة الألم فقط تستطيع الموازنة بينهما .. حياة الألم قدري ولن أتخلى عنها وسنعدل معا خارطته التي رسمها الواقع له ..
حياة الألم هي آلاء طفلة ومراهقة وصبية وعاشقة وحالمة وأميرة .. حرة وأسيرة .. مجنونة وعاقلة .. صارمة ومترددة .. !
لهذا لا أستطيع التخلي عنها ..

السبت، 26 سبتمبر 2009

و.. تـنـبـــلــ بالشتي !

طفلة .. لاأدري أمن حسن حظها أو سوئه أنها تتأثر ببواطن الأشياء أكثر من ظواهرها ..

أو أنه ربما حساسيتها المفرطة هي التي تجعلها تتصور أشياء لا وجود لها أصلا

أو هي بلاهة ربما .. أو لا أدري , لكم أن تسموها كيف تشاؤوا كأن تبكي على إنسان مات لم تعرفه ولكن ربما سمعت عن موقف معين في حياته وتأثرت به أو له أو عليه - أيا يكن - لأي سبب من الأسباب

أن تتخيل نفسها عرافة محترفة تقرأ المستقبل كما تبرع في قراءة العيون كما هو الحال لما بين السطور وما وراء الكلمات

أيتها الفتاة الحمقاء .. يا قدري ..

كفي عن هذا الهراء

وكفكفي دمع عينينك

لا تنطري كتير .. أغاني فيروز كتبت نهايتك

ستنتظرين على الطريق وتغرقين في دمع عينيك و .. ستعومين في مياه المطر وحتى إن رحتِ في الطوفان .. لن يأتي أحد !

كوني عاقلة ولا تنتظري سمكا في بحر أو حلما لقلب كفيف كقلبك

آلاء ..

عتبك مو على حدا ولا حتى على قلبك ,, ولا حتى على حساسيتك المفرطة

آلاء أود قول شيء ..

أعتذر لك ِ , لقد أهنتكِ ولا أدري كيف يجب أن تكون صورة الاعتذار تلك

ولكن
.. فقط أنا أعتذر

كلمة لمرآتي أيضا ..

قدرك أن تكوني مرآة فتاة حمقاء مثلي .. ليس ذنبك ولا ذنبي ,, جرحتك أعلم ؛ لذلك أعذريني فهي صورتي أيضا !

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

ليلة من الألف

قضيتها مع صبايا الحارة
أرض تتجاوز مساحتها الدونم تقريبا تحتوي أربع بنايات تفرقها حيطان وتجمع القلوب من بداخلها

مع أنني كنت أفضل السهر وحدي ناهيك عن النعاس الذي احتلني فجأة فقد سعدت جدا بهذه الجمعة
خصوصا إن كان موضوع هذه اللّمة هو ( الاعتكاف ) ولا أنصحكم بالتسرع في الحكم عليها فما أدراك ما الاعتكاف !

كان هناك شيء آخر في جلستنا .. ضحكنا بإخلاص ونقاء دون أي شائبة رغم وجود كل ما قد يعكر صفو هذه اللّمة ( البريئة )!
كانت قلوبنا كذاك الأبيض اللامع في كبد السماء .. مكسور قليلا إلا أن ذلك لم يفسد نقاء بياضه

فاطمة , سعدية , زينب , مها , عمتي , هيا و ..

خلود و هديل

ممتنة لكن جميعا :)

أبرق لكن من باقات الورد بحجم قلوبكن

تصبحو على فرح ,, صبايا

السبت، 5 سبتمبر 2009

أعتذر

هنا تحت شجرتين تتعانق فروعها في الأعلى ليس لأتظلل أنا تحتهما بالتأكيد ولكن ربما فعلا ذلك خيرا .. ولو أنهما علما أنني سأنتفع من ذلك لاختصما !

هذا القلم الذي أمسك به .. ربما يلعن تلك اللحظة التي أمسكته بها .. وماذنب اللحظة .. ؟!
ربما هو ناقم على ( القدر ) الذي جعلني صاحبته .. قد لا يحب ما أكتب .. أو لا يفهمه كصاحبته .. !

هذه الورقة .. قد لا يروقها ما أخطه عليها .. قد لا تحب ضيوفها الجدد .. أو بالأحرى نزلائها الدائمين ؛ بل قدرها .. إنها كلماتي !

هذا الكرسي الذي أجلس عليه الآن والطاولة التي أستند عليها .. قد يستثقلان جثتي الملقاة عليهما .. !

ساق الشجرة ذاك بجانبي حُفر عليه اسمين داخل إطار صنع ليشكل قلبا .. هما وفاء و نعمة !
وهل وفاء لنعمة وهبها الله لنا أن نفسدها هكذا !
على الجانب الآخر نُحتت حروف تدل على أحد ما في هذا الكون D.S .. يا ترى صاحبيّ هذين الحرفين من يكونا .. كيف جمعهما القدر ..؟ رغم نبل ما دفع أحدهما لما فعل .. ليس معه حق !
بالتأكيد تأذت الشجرة من تلك الشروخ في جسدها .. لم أفعلها بها يوما ولم أؤذها بأي شكل من الأشكال ..فهل مجرد جلوسي تحت ظلها-أنا دون غيري الذي قد يستحقه أكثر مني - أذى ؟ ..أعتذر !

قلمي تآكل ذيله .. أحد ما فعلها قبل أن يصل إليّ .. ربما حزين هو لذلك ..
أنا لم أفعلها في أيٍّ من أقلامي و .. لا أستطيع أصلا
أمجرد إمساكي به .. يحزنه؟! .. أعتذر !

ورقتي .. فعل الزمن بها ما فعل ؛ فاهترأت ..
كلا ما فعلته أنني أعدتها إلى الحياة .. فهل بهذا أنا مخطئة ؟!
إذا أعتذر !

تلك الخربشات على الطاولة و الخدوش التي بالكرسي .. لا مبالين فعلوها يوما ..
هل أكون لا مبالية حينما أضغط على جروحها باتكائي عليها !
ماذا أفعل إذا كي أعتذر ..

أقوم .. أرحل .. أترك .. ؟

أعتذر لكل شيء حولي ..

أعتذر لكم جميعا ..

أعتذر لكل من وضع أمله يوما في فتاة بائسة مثلي ..

أعتذر لنفسي , جسدي , و روحي

ليس ذنبي حقا !


الأربعاء، 26 أغسطس 2009

الأمان

.. هو ما أفتقده !

السبت، 22 أغسطس 2009

هلّ هلالك..

في إحدى الإذاعات المحلية و أثناء تصفحي بعض المحطات استوقفني برنامج ربما أعدوه لإرسال التهاني للأحبة في رمضان

و .. كان هذا الحوار بين طفل يدعى أحمد لم يتعد من عمره التسع سنوات والمذيعة :

المذيعة : هلا حبيبي أحمد قلي شو حضرتو لرمضان ؟
أحمد : اشتريت فراقيع و مسدس !
المذيعة : يا عيني طيب بدك تلعب فيهم لحالك خليني ألعب معك
أحمد : ... !
المذيعة : ( بعد القهقهة ) طيب شو ناوي تعمل برمضان ؟
أحمد : بدي أحضر باب الحارة !
المذيعة : بدك رمضان بس عشان باب الحارة و .. قهقهة أيضا !

و .. قطعت الكهرباء و لم يحصل لي الشرف أن أكمل الاستماع إلى هذا الحوار الهزلي ..

عفوا أحمد .. الحق مش عليك !

**كل عام و أنتم كما تريدون ..



الخميس، 20 أغسطس 2009



حزينـــــــــــــــة تلك الطفلة ،، و.. لا زالت تكابر - لن يتغير شيء إن حذفنا الألف من الأخيرة -


الفرح .. فن قليل أولئك الذين يتقنونه


تلك الطفلة لم تتعلمه بعد !


تعبث بخيوطه العنكبوتية التي وهبها إياها الزمان والتي لا تستطيع أن تجعل منها إلا صندوقاً لأوراقها التي لم تستطع حمايتها كما يجب.


لقد قطعت الخيوط بعبثها بها دون أن تدري عواقب ذلك


ليست حريصة ما يكفي لتعرف كيف تتعامل مع خيوط العنكبوت الواهية التي تزعم أنها معجونة بالفرح


إذاً .. ذنب من أنها لا تعرف كيف تفرح !

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

...

للحياة قوالب تأخذ شكل أجسادنا منذ ولادتنا حتى يحفر الزمن جوانبنا في زواياها !

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

حريّة

شيئان لا يستطيع أحد منعهما عني .. مهما فعل !

أحلامي و نافذتي ..

ولست أرمي هنا بنافذتي إلى شباك غرفتي المدلل .. ؛ وحيدها !

بل إلى تلك الطاقة في روحي التي أستطيع من خلالها أن أطل على ما أشتهي وأتمنى

ربما أتدلى من خلالها على عيني من أحبّ

قد أحلّ بها ضيفة على القمر كأميرة منتصف الليل

أو أفتحها يوما على عقد ياسمين يزين إطارها .. إطارها الوهمي الذي يراه البشر فقط اما عن حدودها فهي اللا مكان

هي من يحملني إلى أحلامي أيضا كتلك الجميلة النائمة في الحكايات وتسمح للهواء أن يعبث بشعري ولنجوم الليل تغني لي تحت حراسة القمر

أحلامي التي أرى فيها ما أشاء أفعل فيها ما أتمنى دون تدخل من أحد

أشياء تحتويها بروحك .. لا تحتاج حتى القلم والورقة كي تكتبها

.. يكفي أنها تغازل روحك بشفافية

حسبي ذلك !

ربما هي حيلة العاجز

نبال ..

كنتِ الأجمل بالتأكيد !
تقبلي تهانيّ الحارّة :)

الثلاثاء، 28 يوليو 2009

قَدَرْ

من منكم شعر بالقهر يا رفاق .. .. الظلم .. أياً كانت المسميات .. أنا أشعر به الآن سكيناً يقطع أوصال جسدي

ويدي لا تستطيع إزاحة نصله العاري عاجزةً تقف ..

أودّ الاستسلام لكلّ شيء لكن ! لا أستطيع الاستسلام لهذا القرار الغبي

83.1 .. ورحلة عذاب لأسبوع كامل بالتمام وللآن لم أستوعب أنه لي بعد ..

وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أقول أنه ظلم .. أو أن هناك خطأ .. من سيصدق .. ؟! وماذا سيفيد ذلك

انهار حلم حياتي الذي كنت أتخذه قوتاً يعينها على الاستمرار

لن أكون دكتورة .. حاولت ! رغم كل شيء وبقيت العقبة كما هي

تنازلت كثيرا و.. حتى هذا لم ينفع

أضطر لفعل أشياء ليس من المفترض أن أفعلها لو أخذت حقي ..

أشعر أنني لم أعد أنا ..

ربما أكون مهندسة بعد خمس سنين ..

ربما ! من يدري

حتى هذه رغم كل ما سأبذله لأجلها غير متأكدة منها

مقهورة .. مقهورة جداً يا أصدقاء

الأحد، 26 يوليو 2009

ماذا ننتظر .. ؟!

ماذا يجب أن يحصل كي نصحو من غفلتنا ..!

أن ينهار المسجد الأقصى لبنة لبنة أمام أعيننا و .. نذرف دموع التماسيح حينها ..
( قال يعني كيف هيك صار .. لو انتبهنا من الأول بس .. للأسف أخدتنا الدنيا ) !

!! أهذه حجة نتذرع بها عندما تُقاضِينا القدس أمام أحكم الحاكمين ؟؟!

ماذا نريد بعد .. كي نغضب ..! نثور .. نتحرّك ..

اممممم .. ثم بعد أشهر .. ننسى مثلاً !

لماذا لسنا ماهرين إلا في قول الشعارات و ثورات هوجاء بلا تنظيم تمتد أياماً ولنقل شهوراً ثم ما تلبث ان يُهمدها مونديال لكرة قدم أو حفلة غنائية لمطرب ما ؟!

لماذا يجب أن يحصل شيئاً عظيماً كي تهتز عروشنا العاجية و.. نسقط على وقع صوت رؤوسنا الفارغة و هي تتحطم لا حوْل لها ولا قوة !

لو أعلم كم هو حجم الشرر الذي يستطيع إشعال تلك النار الغيورة في قلوبنا !

الجمعة، 24 يوليو 2009

الثلاثاءْ

ليس ذنبه كي أكرهه !

حتى و إن كان يوم موْلدي ..

فرصته الوحيدة كيْ أغفرَ لهْ أن يكون يوم موتي أيضاً ..

عذراً .. لا تبالواْ بغباء كلماتي

الأربعاء، 22 يوليو 2009

كرامة

وأنا أستقل إحدى سيارات الأجرة اليوم في أحد شوارع غزة ..

أوقفها أحد المارة قائلاً للسائق : " عالكرامة .. "

فأكمل السائق مسيره ساخراً : " هه .. ! ما ضلش كرامة أصلاً "

أخبروني يا أصدقاء .. ماذا يقصد ..؟

لماذا قال ذلك ..؟!

الأحد، 19 يوليو 2009

شكثر مشتاق ..

:)
رب اجمع أنصاف القلوب .. كلٌّ إلى هواه
دعواتي بها للجميع
مودتي

(F)

الجمعة، 17 يوليو 2009

إسلام :)

أعذريني لأنني لم أعرفك قبلاً

و .. اسمحي لي أن أقول لكِ ما لم أستطع أن أطرقه على مسامعك

بحبك يا بنت بجد :)

سعيدة جداً كونكِ صديقتي

مفاجأة جميلة نادراً ما ينصفنا القدر ويفتقدنا بهدية رائعة كهذه أجل؟

أمنياتي لكِ أن ينصفكِ القدر في إيجاد نصفكِ الآخر :D

مودتي

(F)

الخميس، 9 يوليو 2009

لا تمت قبل أن تكون نداً !


عنوان استرقته من فيه ذلك الرجل ..
كما هذه الكلمات .. سترون أنها تخط منهجاً لحياة شعب كامل ..
هي لن تحيي ذكراه .. ! هي لم تغب عن أذهاننا اصلا كي نعيدها ..
إنها لغم القضية .. لذلك لا عجب
إنها لغسان كنفاني .. ذلك الرجل . ولا مزيد من الثرثرة لأنه غني بالتعريف عن نفسه ..


**إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت..إنها قضية الباقين.


**إن الموت السلبي للمقهورين و المظلومين مجرد انتحار و هروب وخيبة و فشل.


**الثورة وحدها هي المؤهلة لاستقطاب الموت..الثورة وحدها هي التي توجه الموت..و تستخدمه لتشق سبل الحياة.


**لنزرعهم شهدائنا في رحم هذاالتراب المثخن بالنزيف..

فدائما يوجد في الأرض متسعا لشهيد آخر.


**إن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق و تافه لغياب السلاح..

و إنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه.


**لك شيء في هذا العالم..فقم!


**أنا أحكي عن الحرية التي لا مقابل لها..الحرية التي هي نفسها المقابل.


**هذا العالم يسحق العدل بحقارة كل يوم!


**إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية.


**إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية..فا لأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغيرالقضية.


**إن ضرب السجين هو تعبير مغرور عن الخوف.


**إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة.


**سيظل مغروسا هنا ينبض وحده في العراء..إلى أن يموت واقفا.


**أيمكن أن يكون القدر مرتبا على هذه الصورة الرهيبة..ياإلهي..أيمكن؟!


** إن الانتصار هو أن تتوقع كل شيء..و ألا تجعل عدوك يتوقع.


** إنها الثورة! هكذا يقولون جميعا..

و أنت لا تستطيع أن تعرف معنى ذلك إلا إذا كنت تعلق على كتفك بندقية تستطيع أن تطلق..

فإلى متى تنتظر؟!

الثلاثاء، 7 يوليو 2009

و..يبقى للأمل مكان



ويبقى الأمل رغم كل شيء :)




فقط علينا أن نمضي بثبات ..


لا بأس بقليل من الشجاعة والجرأة أيضا ..


كيف سنفهم الحياة إن لم نغامر ؟



سنصل إلى النقاء يوما .

الجمعة، 3 يوليو 2009

:...

،، نحن ضحايا في زي جلادين ،،
محمود درويش .. غريبة حروفه كيف تستنطق الواقع ..

الخميس، 2 يوليو 2009

أمنية..،

.. ألف عنقي بخرقة مرقطة بالأبيض والأسود ..
يسمونها كوفية..
اخرج بها.. دون تعليقات سخيفة في الشارع..
.. دون خوف أو ترقب من مديرة أو معلمة .. أو قانون غبي تحتويه المدرسة..
*
.. حمامة أشكو لها همومي دون أن تبوح بها لأحد ..
.. تحمل رسائلي إلى من أحب دون أن يصيبها صياد في الطريق ..
.. حمامة بيضاء .. تأكل من يدي ..
.. اقبلها .. تحبني ..
.. تعود إلى أحضاني بعد جولتها اليومية في ربوع الوطن الأسير ..
لن أفرض عليها عدم التجوال ..
لن أعاقبها إن تأخرت علي يوما ..
لن أحرمها الطعام ..
..لن أحرمها الحرية أيضا ! : (
*
.. أعود إلى ظلال زيتونة معمرة ..أو .. هكذا كانت ..في بيت جدي القديم ..
.. إلى رائحة ياسمينة كانت ترفض أن أغلق شباكي ..
.. إلى ثلة أقحوان كانت تنجبها الأرض في أرجاء بيتنا المكلوم ..
*
.. أتمنى ..
أن ختفي في أحضان من أحبّ
..
دون أن يسأل فيّ أحد ..
*
..أتمنى ..
أن أصحو من أوهامي ..؟؟
أمْ .. أنها ليست أوهام .. ؟؟
*
أتمنى ذلك ..!

السبت، 16 مايو 2009

رموز القضية 1948 .. الملف 61

.. الخيمة ،، المفتاح ،، الكوفية ..
.. منذ واحد وستين عاما .. لا زالوا صامدين .. إنهم باقون ..
.. لكل منهم رحلة نضال ..
* الخيمة : منتصبة لا زالت .. تقاوم الريح العاتية ..
.. تقاوم .. رغم الثقوب التي اخترقت سطحها ..
لا بأس .. لازالت تحتوينا .. هي تفعل ما تستطيع ..!
*******
* المفتاح : إنه يقاوم الصدأ .. يعدنا أنه لن يتآكل ..
سيفتح الباب .. رغم الصدأ.. !
******
* الكوفية : عندما لم تجد لها مكانا على أعناقنا .. لجأت إلى البندقية .. لتلتف حول الزناد..
إنها تحن للالتفاف حول غصن الزيتون ..
لقد ذبل .. !
******
و .. عينين آملتين .. و .. يد ترابية تصارع الموت .. و .. آذان ملت سماع الخطب ..
و .. من غربة وطن .. تنطلق شفاه تردد ..
عائدون .. عائدون
فتح الملف ( 61 ) **** ... لم تنته القضية بعد..
.. نستأنف ..

الاثنين، 4 مايو 2009

:..،

..و شيئا فشيئا سوف نخجل من كوننا لم نمت...

الأحد، 3 مايو 2009

,,اليك،،

أعذرني فأنا أنثى حين أخفي الحب عنك..
أعذرني ان تجاهلتك وأنا أعشق القرب منك..
أعذرني ان تملكني الصمت فهذا من كبرياء أنوثتي لا غير...

الاثنين، 20 أبريل 2009

قبلة ضائعة

" كم هو جميل هذا البحر بموجه الهادئ بلونه البلوري المنعكس من السماء .. وكأنه يلبي نداء القمر ..بل كأنه هو الذي
يدعو القمر إلى حمامه ليغتسل بمياهه الصافية الأجاج ..بل كأنه ليس قمرا .. بل هو فجر طلع في أوائل الليل فحصرته
السماء في مكانه ليستمر الليل .."فجر لا يوقظ العيون من أحلامها ولكنه يوقظ الأرواح لأحلامها ويلقي من سحره على
النجوم فلا تظهر حوله إلا مستبهمة كأنها أحلام معلقة ..
للقمر هنا طريقة في إبهاج النفس الشاعرة .. كطريقة وجه المعشوق حين تقبله أول مرة "...
يلفني بعتمته الظلام ..ويحملني مع أول خيط نثرته عيون الفجر من رموشها البكر التي لم تكتس بعد بذهبية الشمس وآثرت
أن تحمل شيئا يذكرها بالقمر , فلم تجد سوى لونه ..لقد نثر القمر نوره وتبدد ..إذا فقد تبدد .. لتخرج الشمس من صلبه ..
*********
تفتح عينيها .. تتثاءب .. تتمطى .. تعتدل .. تتمري في ماء البحر ..بدأت تفكك ضفيرتها .. حلقة .. حلقة .. بكل أنوثة ..
تدع الهواء يداعب شعرها .. تمشط .. خصلة ..خصلة .. انتهت ..
أخذت تتدلل على مرآتها .. ولكن !ما تلك الخصل البيض هناك ؟ .. نظرت حولها فوجدت غيوما أبت إلا أن تعكر صفوها
في ذلك الصباح .. كيف لا ؟! وقد سلبت تلك الغيوم لونها الذهبي الذي تتباهى به ..استنفرت جيوشها .. كل من يقع تحت
يدها .. الرياح تريد فرصة لتحظى برضي الأميرة .. هبت وأخذت تغير على الغيوم .. بددتها .. هدأت.. رجع اللون
الذهبي لشعرها .. أخذت تسرح خصيلاتها الصفراء التي سلبت منها بكل حنان ..
انتهت فنثر الهواء خصل شعرها ليعم الأرجاء فاستيقظت الأرض كلها على نورها الوضاء.. فاعتذرت لتأخرها .. لكنهم لم
يأبهوا .. فاشتد حرها .. لكنها تحبهم .. هدأت قليلا .. عادت إلى الوراء ..لملمت شعرها .. تمرت .. وأخذت تجدل ..
تصنع ضفيرتها .. إلا بضع خصلات تركتها تنزل على عينيها .. أخذت طرف ظفيرتها .. غمستها في ماء البحر ..
غسلتها .. وأخذت تنزل عقوصتها .. حلقة .. حلقة .. أخذت تنظفها بعناية من شوائب الدهر وأشواك الورود التي علقت
فيها حينما أغرتها بالاقتراب.. ثم أخذت تهذبها بدلال .. وهكذا حتى نعست ..جميلة بعفويتها .. بأنوثتها .. بثورانها ..
بوجنتيها الحمراوين ....أغرت القمر ببكورتها ..
شعر وكأنها تناديه ليقبلها .. فلبى النداء ..
ولكنها استغفلته رويدا .. رويدا ..
حتى لملمت لونها الأحمر الذي أخذ يغمق شيئا, فشيئا ..
وما ان اقترب من شفتيها ذابت في ماء البحر وصبغت زبده بلون شفتيها ..ابتسم القمر ..
جميلة حتى في لؤمها ..
هه ..
أليست أنثى ...؟!
إلى هنا ...

ليلة المنتصف

أخذت تغزل من خيوطها الفضية شرنقة أعدتها لاستقبال حبيبها الذي اشتاقت إليه....إنها
تفتقد من تمارس عليه شقاوتها...من يتقبل مزاحها الثقيل ومقالبها السخيفة...مع أنها كانت
قبل أيام لا تأبه به..إذ انه بات عجوزا...إلا أنها الآن تحيك بيته بيديها...رمته في أحشاء الليل.. احتضنه الليل..تتبلور الشرنقة يوما بعد يوم.. يكبر الجنين في داخلها...ترضعه من نهدها قطرة.. قطرة.. يكبر.. يكبر.. ويتدور.. لم تستطع الشرنقة الصمود.. تحولت الى فتات..تناثرت في السماء.. تبعثرت كما اللآلئ.. اختبأت بين ثنايا الليل الحالك..طغى عليها نور مبهج.. نعم... انه البدر..حل ضيفا على الدنيا.. يحتل مكانة النجوم والمصابيح..بهي كشاب وسيم.. أعلن في ليلة المنتصف عن استعداد قلبه لاستقبال الزوار..سوف يتعلم من أخطائه.. سوف لن يقع في الشرك مجددا...أميرة وأخرى وملل لا يطاق.. وقلب حزين.. وحيد..لا أنيس.. ولا حبيب...ينتظر.. وينتظر.. ما من زائر استطاع أن يقف على أعتاب قلبه.. ما من أحد يدق الباب..ساعات.. وينتظر.....لكن...!لقد دخلت دون استئذان.. دون سابق إنذار..نور تحاول إخفاءه بالسواد الذي يلف جسدها المرهف..انحنى أمامها.. مدت إليه يدها.. باردة كما الثلج.. شفافة كما الماء..يرقصان.. على أنغام الكمان..ألحان كلاسيكية تعزف أخذت تسرق الوقت منهما..لا زلنا في بداية النوتة...يرقصان.. ينظر إلى عينيها الزمردتين..كشف الغطاء عن رأسها.. وما إن رأى شعرها حتى تعلق بخصلة منه وغاص في أعماقه...ذاب عشقا في سواده..أسند رأسه على صدرها.. سرح في جمالها..ولكن.. شيء أيقظه من سباته..أحس بقلبه ينتزع من مكانه..لقد هربت الأميرة..نعم.. لقد دقت ساعة الفجر...إنها تركض.. انتظري.. لم تنتهي المعزوفة..لا زلنا في بداية النوتة..يلحقها.. تركض.. تسقط فردة الحذاء.. تقف هناك في الأفق..تبتسم.. تذوب في الهواء.. تتدثر بالغيوم.. نور عم أركان الدنيا..يا الهي! هل حان وقت رحيله؟! لو أن الله يمد بعمره ساعات بعد.. ليبحث عنها.. ليكمل القصة.. لينهيها كما اعتادت أن تنتهي..هل يحتج..؟ تقاليد القصة لا تسمح بهذا.. لن تسمح بالنهاية قبل أن تقيس الأميرة الحذاء وتركب الحصان الأبيض خلف أمير أحلامها.. ولكن ما الجدوى؟عيونها الناعسة.. لا تفارقه.. وماذا بامكانه أن يفعل؟..هل يغير الطبيعة..كيف؟ وهل يستطيع أن يمد الليل أكثر ..؟رداؤها الأسود.. تركته ورائها.. حذاؤها..لقد رآهما.. انهما لها.. نعم.. إنها هي..لقد عرفها.. في كل ليلة المنتصف من كل شهر..تستغفله.. تستغل حبه لها.. لن يتعلم من أخطائه.. يقع في شركها دوما.. لا يستطيع المقاومة..نجمة الشمال..ابتسامتها الساخرة.. قلبها الجليدي.. حبها الدافئ.. حذاؤها المعكوف..رداؤها الأسود..مهما تلونت.. مهما تغيرت.. تبقى هي.. نجمة الشمال..شفتيها الياقوتيتين اللتين لطالما أذاقاه ريقها الحلو المذاق.. نهديها المتلألأين اللذين لطاما ارتوى شهدا كان يقطر من حلمتيهما...إذا.. كيف لا يسمح لها أن تستغله.. أن تسرق قلبه.. أن تجرحه..!لم لا..؟! إن كانت ستداوي جرحه بقبلة تنسيه غرورها.. لؤمها.. تنسيه نفسه..في ليلة منتصف الشهر القادم.. يغمض عينيه ليحلم.. ليتصور هيئتها القادمة..لكي لا يخدع مرة أخرى.. سوف يتعلم من أخطائه.. سوف لن يقع في شركها مجددا...يبتسم وهو يقول..هه.. هيهات.....
إلى هنا..