الى حيث أنا..

أنمو منصتة..
كلام لا حياة فيه..
حياة لا كلام لها..
صمت .. صمت .. صمت ..
لكن..
صوت جاء ينادي..
انسان .. انسان..
صمت يطير بي الى قمر قد أخفى ملامحه الغمام..
وأشعة نوره تتسلل خوفا ورعبا.. من ظلمة الليل الأسود وقتامة الأيام ..
فراغ .. فراغ .. فراغ..
فراغ يملأ كياني.. ويستعمر وجداني..
فراغ يسدل الستار على عيوني..
فراغ يقودني الى متاهة تتشعب في ذاكرتي..
... يسوقني الى كهوف الليل المظلمة..
... يلقي بي الى فوهة حفرة عميقة..
كلما نظرت الى أعلى..
يلفظني بسوط..
فأهوي وأهوي وأهوي..
تماما كشراك يوقع بحمامة مهاجرة...
فأهرب الى الأرض .. الى منبتي..
الى عالمي الصغير.. الى ميلادي القديم..
لأذوب في رحيق زهرة..
.. في ضوء شمعة..
... في لحن غنوة...
لأصل الى حيث أنا ..
الى وجودي..
الى.. اعماقي وسكوني وصمتي..

تحياتي للجميع

مين؟

اسمي: حياة الألم
هويتي: نكبة ونكسة وهم
تاريخ ولادتي: وهل ولدت حقا ؟!
أم أنني في رحم النكسة لا زلت أعاني
مكان ميلادي: أجهضت فلسطين فأنجبت أجدادي
جواز سفري: ثمانية وأربعون ... سبعة وستون ...
عنواني... ضائع بين أسلاك شائكة وجدران عازلة وحواجز لا تلم ..
أما بيتي فلا يضلل .. طوبة من دم وطوبة من سم ..
جريمتي .. يد عاملة وقدم ..
وسيلتي القلم ..
أما سلاحي فحجر أصم ..
قوتي.. تتجاوز العدم ..!!
أما قضيتي فأرض ودم .."رصاصة وفم " .
.وسحابة تجتاح القمم .."لا ... ليس بلا ألم.."
لكني ألعب .. أمشي أتعب ..
أعزف لحنا.. أغني أترنم.. لتكتمل المعزوفة ..
ويسدل الستار بلمسة حزينة .. ليطلع النهار ..
وتتوقف الأجراس وتسكت الأصوات .. ويبقى صوتي ..وتعلو أغنيتي ..
أغنيتي : " ورتل القرآن ترتيلا "
من أنا ؟ .. مثلي مليار زد نصفه أو انقص منه قليلا ..
أنا مسلم و أقولها ملء الحناجر..
أنا مسلم وعروبتي تقوى بكل حجر عاثر ..
أنا فلسطيني وهويتي مهاجر ....
انتهى.