أَنْفَاسْ..

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

ولانزال!



هناك الكثير من الأشياء التي لا نزال عليها ولا تزال علينا!
*لانزال أحياء,
لايزال الحصار قائما على كواهلنا من قبل هذين العامين ولا نزال, لايزال الهواء يفرض نفسه علينا رغم تلوثه ويدخل رئاتنا ليجبرنا*(كتصحيح للجملة الأولى) على الحياة!
لانزال نصحو كالشمس ونضحك بهستيرية على أحلام غبية تداعب ليلنا, ونتوجس خيفة من إشاعات تداعب نهارنا, إشاعات أصبحت تحتجز من أفكارنا جزءا لابأس به! حتى إن بعضهم يتوقع أن يحتفل الصهاينة معنا في الذكرى الثانية للحرب ويحيوها من جديد في نفس الساعة الحادية عشرة والنصف, تلك الساعة التي توقف عندها الزمن منذ عامين لمدة ثلاثة أسابيع كاملة وتوقف معها نبضنا وحتى إحساسنا بالبرد!
في الحقيقة لسنا خارقين جدا لأننا بقينا هنا لنشهد على الذكرى الثانية لتلك الفترة الجحيمية! كل ما يتطلبه الأمر بعضا من صبر وقطعة جليد..

** زهّر شجر الليمون في حديقة جيراننا, رغم كل ما تنفسه من الفسفور قبل عامين لازال خصبا وينتج الليمون, رغم كل النيران التي انهالت على أصحابه فقتلهم لازال مزهرا, أزهر ربما حدادا على أرواحهم, أو ربما ليوصل رسالة ما! ولنفس السبب تساقطت أوراقه.. لم يجد من يقطف ثماره.. لكنها لازالت في عروقها صامدة!

**بيتنا الذي هُدم أصبح أرضا خضراء تعج بالحياة بكروم العنب بالبرتقال والليمون..

***صحيح أننا لانزال نخشى حربا أخرى انتشرت شائعاتها ووجدت لها سبيلا حتى إلى وسائدنا للأسف لكننا حقا هذه المرة سنكون مختلفين, لقد تعلمنا ما يجب أن نتعلمه من تلك الفاجعة, سنكون نحن بقلوب أقوى, بإيمان أصلب, بقلوب أكثر بياضا, بأيد دافئة و.. ابتسامة تنشد الحياة بكبرياء.

*تحديث
لاتزال وعودهم تستعمر سماءنا ولاتزال أرض الواقع قاحلة.. قاحلة تماما منها!

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

لن يستغرق الأمر طويلا!

هكذا أقنع نفسي حين أريد إقحامها في متاهة ما, كمعرفة مسار النبض مثلا! أقول سأصل فورا! وأحاول ألا أخذل نفسي لكنني أفشل!


أذهب وأجيء مع الوقت بعين واحدة, وأخرى أتركها على الوسادة تعد النجوم وتقرأ الطالع وتقول أن الوقت لازال ليلا! أنه مثلا في الشتاء! أن السماء تمطر الآن! أن القمر على وسادة أخرى! أن القمر اختفى! أن القمر صار أحمرا! أن القمر قُتل!
هكذا أقنعت نفسي قبل قليل مثلا أنني ما إن أبدأ الكتابة حتى أنتهي, لن تفوتني المحاضرة سأصل على الوقت, وها أنا ذا أخذل نفسي مجددا!
لماذا يا ترى نتقبل فكرة أن نخذل أنفسنا ولا نغفر أن يخذلنا أحد ما! لا بأس!
كل صراعاتنا مع الحياة من المهد إلى اللحد هي بصورة أو بأخرى لأجل البقاء, لماذا يا ترى ونحن على يقين بوجود اللحد الذي سيلفنا ذات يوم لنترك وراءنا كل ما قاتلنا لأجله!
حسنا لن يستغرق الأمر طويلا حتى أخرج من تلك الحالة التي تعتريني, سأعانق الشمس بابتسامة عريضة ذات فرح! لن يطول الأمر!

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

ألوان




(ساعات بنقول يا ريت ما كبرنا! بس الحقيقة إنو كبرنا, وما كبرنا!)
لو نستطيع مقاضاة الزمن مثلا على سرقته الأحلام, العمر, الأصدقاء, الابتسامة.. من يستطيع الأخذ بالثأر من ذلك اللص الذي يهبنا أشياء كثيرة أيضا!
يترك لنا ذاكرة حديدية, وأطلال قصص, وعمر جديد, وأصدقاء آخرين, وبدائل لا حصر لها.. دائما يغرينا لنجري خلفه أو خلف ما يخبئه لنا المستقبل!
في الحقيقة بت ألاحظ أنني أكبر.. كل شيء في تصاعد, في حين أن هناك الكثير مما يجعلني ألاحظ أنه يصغر.. يبتعد..كالبنايات مثلا.. بيتنا القديم, حارتنا, مدرستنا, السطح.. الألعاب, التلفاز.. حتى إن (مجْلة) المطبخ باتت أقصر!
لكن المسافات باتت أبعد.. أبعد.. أبعد! عن شتائل الأقحوان التي كانت تنبت على جانبي الطريق المؤدي إلى المدرسة.. عن قطرات المطر التي أصبحت أسرع.. أسرع! عن الندى الذي كان يكفي لأستحم به؛ فبات أصغر! أقل! عن ليالي الرحلات والأعياد التي كنت أراها طويلة حين كنت أنتظر شروق الشمس لرحلة بحر مع العائلة, أو رحلة مدرسية, أو للبس ثوب العيد الجديد, والتي صرت أراها أقصر, أقصر مما يجب!
لا أستطيع أن أتخيل كيف أن عتبة البيت التي لم تكن مساحتها تتعدى المتر المربع كانت تكفي لحشو كل ألعابي.. وأحلامي.. ومخططاتي, كيف كنت أقسمها إلى مطبخ وصالة وغرفة للضيوف حين كنا نلعب ما يسمى ب(بيت بيوت)!
كيف وبعد الكثير الكثير.. لا أجد شيئا, ينفرط العقد لؤلؤة بعد أخرى.. نفترق, نلتقي! نكبر بابتسامة نشوة ونحن ننظر إلى أجسادنا بالمرآة كيف أنها أصبحت أنضج!
لكنه الزمن يخدعنا مجددا! حين نلتقي بأول مفترق طرق انطلقنا منه فيما مضى.. حين نتعثر بصورة كانت مدفونة بين أطنان من الغبار! أو تقع على رأسنا هدية قديمة وتتحطم بين أقدامنا, حين نتصفح أوتوغرافاتنا ونبتسم بصدق.. بصدق!

*حين أحضر خطبة أقدم صديقاتي قبل أيام, ويلتم شملنا من الشرق إلى الغرب من ثانوية بشير الريس ودلال المغربي والجليل إلى الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر.. من العازبات والمخطوبات إلى المتزوجات والأمهات.. إلى كل الذكريات والضحكات المشوبة بلمحة حزن, دموع فرح مخلوطة.. رقص بخطوات حانية وأيدي تتلامس وأكتاف تتعاضد, وضحكات تعلو..
عيوننا تحاول مسح بعضها البعض تبحث في كل منها عن شيء ما.. شيء قديم.. ضحكة ما, موقف ما, رائحة ما.. رائحة الطفولة, الذاكرة التي أصبحت تعمل كراديو معطل يحاول أن يعرض كل المحطات معا في آن واحد ولا تكون النتيجة إلا أصوات مشوشة تتداخل.. هكذا كنا تلك الليلة نسبح في بحر من الألوان.. كل موجة لون, كل واحدة منا تمتطي لونها.. تزين ابتسامتها.. تحاول إخفاء مسحة الحزن التي بصمها الزمن في محطة ما.. تغطي بثوبها مكانا لقرصة ما! لكننا كنا أنقياء.. أنقياء جدا وبيضاءات! بيضاءات جدا رغم كل الأسود المتناثر!

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

عالسكت!



*
سمعت وقع خطوتين, ثم خطوة أبعد.. ثم قطرة, وبعدها قطرتين و.. مطر.. مطر وشعر مبتل, أهداب غارقة, ويد باردة تغلق النافذة.
فتاة بائسة ترتجي الدفء من بطانية جامدة لا تستطيع أن تقي نفسها أصلا من هذه الموجة الباردة التي اجتاحت الغرفة ليلا بعد فتح النافذة لدقائق كانت انتظار وتحولت بلا وعي إلى لحظات وداع ببطء وصمت, وقرارات مفاجئة واستسلام وموت رمادي وأنامل مرتجفة تخط رسالة تقرر فيها عدم التمرد على البرد! لمن كانت قد كتبتها يا ترى! ربما ظنت أنها بذلك تحرض البرد على التمرد, لكن البرد لم يكترث

*
حين يختلط علينا الوقت ولا ندري كم هي الساعة بالتحديد ما هو المرجع لدينا؟ أنا لدي مشكلة أزلية مع كل ساعة أقتنيها, أشعر أنها تخالف الساعات الأخريات في الوقت ليس بدقيقة أو دقيقتين بل بنصف ساعة او أقل وهذا الفارق الكبير يدعوني لعدم الثقة بأي ساعة أخرى حتى لو كانت الأغلبية تقر عكس ذلك!
المشكلة ليست هنا, المشكلة تكمن في أن ساعات المحاضرين بالذات في المحاضرات الصباحية تختلف عن ساعتي أيضا وأنا لا أكترث أصل ونصف المحاضرة قد انتهت أحيانا وأحيانا حين أقرر أن أحضر مبكرا أصل في بدايتها ويثير هذا غضب صديقتي التي تحمل نفسها مسئولية أن تحجز لي مقعدا أماميا موفرة علي عناء السماع والرؤية في الأماكن الخلفية وبالتالي أختصر الوقت وأغفو حتى تنتهي المحاضرة لأقرر دراستها في البيت ولا أفعل, لكن مجرد نيتي بذلك تنجيني من عذاب الضمير!

*
مرآتي كسرت اليوم, وأخذت خصلا من شعري أثناء وقوعها من فمي! كنت أريدها أقرب.. أقرب! لكنها تحطمت, هكذا كلما تعلقت بشيء كما كنت قد تعلقت بمرآتي من شفتي, تذهب ليس بتلك الضجة التي غادرت فيها مرآتي بل عالسكت!
وعالسكت سأغادر مقعدي هذا أمسك بكتاب بات وزنه أثقل من وزني مع كرهي الشديد لما يحتويه, أذهب بصحبته وبكامل إرادتي تحت شمس الظهيرة دون اكتراث, وأمشي..

الأحد، 26 سبتمبر 2010

قهوة سادة



وسط استيائها من كل ما تقع عليه عينها من عالم مثلج جامد وبارد بكل المقاييس..
عالم مزيف بكل دقائقه.. عالم من الزجاج والفولاذ فحسب..! مع جو ضبابي ووجوه متجهمة لا تعبر عن شيء أبدا جامدة كأنها آلة تعلم تماما ما هو عملها، وشمس تظهر على استحياء بين فينة وأخرى هناك خلف المباني العالية وناطحات السحاب، تعلم ذلك من الظلال التي تلقيها على حافة الطريق الذي يعج بأناس من كل شكل ولون.. جنسيات مختلفة، ولغات متعددة.. لغة واحدة مشتركة فقط يفهمها جميعهم.. لغة المصالح!
عالم من المادة وجدت غادة نفسها تغرق فيه شيئا فشيئا كأنه مساحة ممتدة من الرمال المتحركة، وبين كل الذي يناطح السماء هناك حين يمتد بصرها إلى.. إلى.. ولا تدرك القمة، تبحث عن مكان تقضي فيه ساعة الغداء.. مكان هاديء تستطيع فيه التفكير في عنوان لفكرة ما لمقال جديد حتى تعاود عملها في إحدى الصحف العالمية التي وبكل مغرياتها استطاعت أن تستقطب صحفية من حيث ولدت.. من بلد لا يمت لعالم كهذا بصلة.. بغض النظر عن المبررات.. تدخل مطعما سمعت أنه أوسع مما قد تتخيل لأنه يحتوي أناسا من جميع الجنسيات من الفقراء ممن أتوا للعمل في (بلد الأحلام) فظنت أنه مكان جيد لاستجلاب قصة ما تكون محورا لمقالها الذي تنوي كتابته
على طاولتها، طلبت غداءها.. وبعد انتهائها من وجبتها، رأسها المزدحم بأفكار كثيرة جنونية ولد لديها رغبة قوية في تناول القهوة!
وهي تمسك بجريدة المساء تلتهم ما بها من أخبار، تطلب النادل..
-قهوة سادة لو سمحت
النادل بتعجب:ولكن ملامحك عربية!!
-نعم. طلبت قهوة..
-تريدينها حلوة؟!
-قلت سادة!
غاب النادل لدقيقة وعاد في يديه فنجانا من الشاي!
ظنت غادة أنه أخطأ في الطاولة فقالت:ليس لي، لقد طلبت قهوة!
النادل:عذرا، ولكنني اعتقدت أنك كنت تقصدين... ثم استدرك:وهل يتناول العرب القهوة؟!
ردت بفراغ صبر:إنها جزء من تراثنا، ألا تقرأ التاريخ!
النادل:عفوا، أنا أمي.. ولكنني سمعت الكثير عن القصص الخرافية للعرب وسباتهم العميق.. حتى أني سمعت أن منهم من يستطيع النوم طيلة حياته دون أن يرمش له هدب أو يهتز له جفن، وما أعلمه جيدا عن القهوة أنها تحتوي على منبهات قوية!!
.. وفجأة، وجدت غادة ضالتها.. عنوان المقال الذي ستكتبه:
"أيوجد تعارض بين كوننا عرب، وكوننا نحب القهوة!"

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

معو فكة!

كان عليّ أن أدفع القسط الجامعي قبل انتهاء المدة المحددة, وبما أن والدي لم يتقاض راتبه لمدةشهرين متتابعين فإن حصولي على القسط كان معجزة.. لكن بما أنني في غزة بلد المعجزات فقد حصلت عليه ولكن في الحقيقة أن ذلك اليوم كان حاملا معجزة أخرى.. في أثناء محاولتي فك المئتي شيكل التي في حوزتي وفي أثناء مروري بجميع مكتبات ومحلات شارع الجامعة ودون أن يلقى بحثي هذا أي بادرة أمل سوى أن الورقة الحمراء أصبحت في يدي ورقتين بنيتين,, وبعد أن بدأ اليأس يلسع وجهي بحرارته التي فاقت حرارة شمس الظهيرة وهذا شيء عادي بالنسبة إلى أزمة الفكة الشائعة في البلد, وأخشى أنها صارت عادية ومعرقلة لكثير من أعمالنا اليوميةإلا أن سيارة أجرة ساقها القدر ليس مصادفة بالتأكيد ليلوح لي من داخلها سائق عجوز أصلع أشيب الذقن بابتسامة مبللة بالعرق.. وين طالعة؟
وبشكل تلقائي قلت له: أنا بدور ع فكة.. بلاقي معك؟! وكأنه شعر بمسئولية أبوة تجاهي ومن هذا المنطلق وجدته يفتح درجا في سيارته وإذ بالقطع البرونزية من جميع الفئات تتلألأ غالبة بذلك ذهبية الشمس قال والنشوة ملأت صدره: مش حتلاقي الفكة هاي غير معي أنا..!
وصرف لي نقودي من فئة الخمسين شيكل إلى فئة الشيكل..
شاب اقترب بعد أن جذبه منظر التاكسي بعد أن أصبح صرافا متنقلا, وصلني بعد أن غادرت السيارة.. معو فكة؟!.. فأجبت بإيماءة أن: آه.. معو فكة!

الأحد، 25 يوليو 2010

حياة الروح*


أستطيع أن أتخيل تلك العيون الصغيرة لدرجة أنها لا يمكنها التفتح وكأنها برعم خلق حديثا تداعبه الريح لتخرج أزهاره, تماما كما هي يدي أمها تحاول دغدغتها منتظرة بلهفة سطوع الجوهرة السوداء من محجريهما, وإيقاظ ذلك الألق الذي كان في سبات لمدة تسعة أشهر كاملة..
أستطيع أن أتخيل فرحة أمك يا "لينــــا" حين تلتقي عينيها عيني أول صبية تأتيها بعد ولدين..
أكاد أرى كل الأحلام التي بنتها في تلك اللحظة والتي حملتها رموشك الرقيقة, كانت تراك طفلة تكاد تحبو,, تخيلت خطواتك الأولى.. سمعت كلمة "ماما" من شفتيك.. رأتك في زي المدرسة لأول يوم.. فرحت بك حين بلغت.. أصبحت تراك بالفستان الأبيض تتقدين أنوثة كما هو حلم كل أم..
لقد رأتك ابنة, وزوجة, وأما, وجدة.. أكاد أرى شريط الفيديو الذي سجلته مخيلتها البكر حين لامست شفاهك نهدها تنهل من عبقها وحنانها وأمومتها..
حدث هذا في مثل هذا اليوم في إحدى عنابر المشفى التي التقطت منها أول أنفاسك قبل تسعة عشر عاما بالتمام..
أيتها الرائعة "لينـــا"..
حقا لا أدري ماذا أسطر لك في ذكرى يوم كهذا.. قد لا أستطيع تقديم هدية تليق بصديقتي الحميمة حتى من خلال هذه الصفحة, وحتى هذه اللوحة العقيم التي أدقها بأصابعي كي أجهز لك هديتك باتت ذاهلة أمام لهفة أناملي وهي تدون لك.. لك أنت يا صديقتي.. بل هي عاجزة عن نقل إيماني العميق بك إلى هذه الشاشة حيث ستلتقي عينيك وقد أصبحت شابة سائرة في درب أحلامك التي رسمتها ريشة أمك حين كنت في أحشائها!
لكن ما أستطيع قوله هنا وبكل ثقة, وما أعلمه جيدا هو أنك لم ولن تخذلي أمك.. : )
كل عام وأنت نقية كالياسمين..
وأنت طيبة كالمسك, ساطعة كالشمس, وأنت بسيطة كالماء, واضحة كالأبيض..
كل عام وأنت أنت..
عزيزتي..
أنا لن أنسى وقوفك إلى جانبي.. ربما كنت قد انتظرت مناسبة كهذه لأجدها سببا (غير مبرر) لأشكرك ربما!
"لنوش" كل عام وأنت أنقى,, وأنت أرقى..
أيتها النابضة.. كل عام وأنت الحياة..!
.. قبلة على جبينك في وجه الشمس,,

*تعمدت أن يكون العنوان كما كانت تحلو لإحدى صديقاتنا مناداتك.. يا نقاء الروح!

الأربعاء، 21 يوليو 2010

جليد*


حرارة الجو هذه الأيام, حرارة تموز التي تذيب الصخر.. لم أكن أعلم مدى قدرتها على إذابةالقلوب يوما!


ترقب,, سرق النوم من جفوني, علقني على مقصلة الليل, وجع ولوعة تحتل القلب من تراكمات لكثير من الحنظل على جنباته.. حتى أنه فقد مرونته في النبض بطلاقة.. حتى أنه لم يعد قادرا على التنهد!
في الوقت الذي تحتاج فيه قلبا يساندك, يحمل عنك وجعك, يخفف عنك قسوة الانتظار,, فتجده يسكر من نشوة الانتصار على قلبك الضعيف المجهد..
فكرة وجود ملائكة على الأرض حمقاء وغبية وساذجة لأبعد الحدود,, الموجودين على الأرض بشر لكن منهم من تنكر بزي ملاك,, وآخرون اتخذو دمية الوحش زيا لهم.. الناس أصناف,, والصدمات درجات أيضا!
حين تشخص ببصرك إلى حيث الشمس.. بعد ليلة مرهقة بكل المقاييس ورأسك مدفونا تحت الوسادة,, ترفع رأسك في وجه الشمس صارخا بابتسامة مريضة,, وعينين أعياهما الدمع, عندها تكون خارقا
جدا, بل جدا أيضا!
* قد لا يكون هناك علاقة بين ما عنونت به وبين ما كتبته هنا,, لكنني أفهم جيدا لم اخترته!

..

الجمعة، 9 يوليو 2010

"عن غزة",,



شو أحكيلك يا فيروز؟!
عن بلدي؟ عن بيتي؟ عن جار الطفولة؟
جعبتي مليئة بالحكايا يا فيروز,, عن غزة!
عن البحر, عن الليمون, عن الزعتر والزيتون, عن الصيادين وتفاصيلهم المشبعة بالدم! عن السمك المسروق!
عن الزوارق الحربية, عن الرحلات البحرية, عن رقصة الموت! عن رجفة الحياة!
عن الحب, عن السماء الملونة!
غزة,, وما تختزله من تناقضات! هي أنا وما أختزله من هوائها في دمي, ومن حليبها في ثنايا فمي, من مائها المالح الذي يصلني يوما مقابل ثلاثة أيام نعيش على ذكراه _مدة يستغرقها في الوصول ربما!
فيروز انتي غنيتي لبيروت,, بس أنا غزة هي أغنيتي! إمي رضعتني لحنها مقاما مقاما وسلما سلما..
من يريد أن يعرف غزة فليسأل عنها من داعبت أقدامه أمواج بحرها وبات الآن يحك قدميه برصيف الغربة بحثا عن الحياة!
هو يعرف جيدا دور غزة في لعبة الحياة,,
شيء آخر.. غزة شوكة في حلق السذج والمتغابين والمتذاكين كذلك!
كما تزرع الورد في طريقنا, تغرس الشوك طريقا لأولئك!
حبيبتي غزة/ قديش فيكي تصبري؟ قديش فينا نحبك بعد أكتر!
قالوا أنهم سيجتمعون اليوم معا يتحدون لأجلك غزة, بغض النظر عن الأسباب والمتعلقات.. أنا حضرت لأجل الحياة,, وليس لأجلك غزة,, أنا دائما أنبض باسمك غزة, أنا هنا دوما لأجلك غزة, حتى بتدوينات لا تمت لك بصلة هي أصلا وُجدت لأجلك غزة!
فليخسأ قلم لا يثور حبره لأجلك غزتي.. - بكل أنانية!

السبت، 24 أبريل 2010

خلل فني

استيقظت هذا الصباح وكل همي اختبار مادة التفاضل الذي كان في الساعة الثامنة صباحا ,, استيقظت كالمفزوعة بعد أن أشرقت الشمس وفاتتني صلاة الفجر كانت الساعة تدق السابعة مع أنني ضبطت المنبه على الساعة الرابعة فجرا لأتم دراسة ما أجلته للصباح , وأنا واثقة أن المنبه قد أيقظ كل من في البيت على صوته ؛ إلا أنا ! وأكيدة أن أبي وأمي قد بذلا كل ما يستطيعان لإيقاظي وبالتأكيد فشلا في ذلك !
قمت كآلة على طاولتي وفي نصف ساعة أنهيت وحدة كاملة في التفاضل قراءة ! ومن ثم أخذت حمامي اليومي وأكلت تفاحة في نفس الوقت الذي كنت أرتدي فيه ملابسي و .. حملت أغراضي وشعور بأنني نسيت شيء بدأ يجتاح جسدي كله أذهب وأجيء وأنا أعاود تذكر الأشياء التي علي اصطحابها وفي النهاية أرغمني ضيق الوقت على المغادرة , شعرت بأريحية تامة في قاعة الامتحان رغم أنني دخلت بعد نصف ساعة لا أذكر سبب تأخيري لكنه نفس الإحساس الملح بأنني نسيت شيئا ولكنني أذكر الآن أنني أجبت جيدا على أربعة أسئلة من أصل خمسة جيدا جدا أما السؤال السادس والذي كان علي أن أختاره من بين سؤالين فكنت قد تركتهما الاثنين وأخذت ورقة الأسئلة وورقة الإجابة في يدي وخرجت من القاعة وشعور النسيان لازال مرافقا لي ولكنني عرفت بعد برهة من الزمن أنني كنت قد نسيت كتابي ودفتري على الطاولة فعدت أدراجي لأخذها .
كان علي أن أذهب إلى الجامعة لمقابلة صديقتي لينا وخرجنا معا وقضينا حاجتنا وبعد أن غادرتني فقدت ذاكرتي لأي تفصيل قد أحتاجه ,, نعم أذكر عناوين أذكر أشياء لا أفهم ماهيتها ولا أعرف كيف أجيب على كيف ولم وغيرها !
أشعر كأنني معادلة تفاضلية اقترانها غير متصل وبالتالي غير قابل للاشتقاق !
صديقتي بجانبي تخبرني أنني كنت قد وعدتها بالأمس أن نذهب سوية إلى مكان ما عند الظهيرة , صحيح , لم أكن أذكر هذا !

الأربعاء، 17 مارس 2010

وننبض بالحيــاة ..

*وجــــه آخر ..
كَوْني فلسطينية كل قطرة دم تجري في شراييني هي غَزِّية بحتة خالصة لا شائبة تشوب أصالة نسبي لابدَّ وأنّ كلّ خليةٍ في جسدي تتوجه الآن بكل أيضياتها نحو القدس -على اعتبارها الشغل الشاغل للإعلام وأفواه الناس هذه الأيام لما لا يخفى على أحد من محاولات تهويد ومسح لكل أثر يدل على وجود معلم تاريخيّ أثريّ دينيّ إسلاميّ قدسيّ يسمى المسجد الأقصى عن أرض بيت المقدس , بل ومحاولة ليس فقط محو التاريخ بل وإعادة صياغته من جديد ..
لكنني وبصراحة هنا لأنقل الشيء الآخر ؛ فذاك قد زخرت به وسائل الأعلام مع أنني لا أظنّها أدَّت القضيَّة حقها إلا أنني فقط أردت إكمال الجزء الناقص من تلك الصورة التي تُظهرها شاشات التلفزة ..
كُلنا شاهد في الآونة الأخيرة تلك الاشتباكات المتأجِّجَة بين الفينة والأخرى بين الحجر والبندقية , بين الرجل الفلسطيني والمُدَرَّعة .. رأيتم أيضاً عيونا لامعةً غضباً وحَميّة .. عيوناً محدقةً شامخةً صارمةً مقابل عيونٍ خائفة تلف حول نفسها ماسحة المكان الذي تقف فيه ألف مرة في الثانية , وليس عجباً أن تلك العيون الخائفة هي التي كانت تحمل البندقية وتحتمي بالمدرعة إن كانت بلا قضية , وبلا إيمان أيضاً ..

كُلكم تعرفون هذا الكلام ولكن ,أرأيتم تلك العيون الغاضبة قبل هنيهات كيف كانت تبرق حباً وعطفاً ولهفةً ولوعة ..؟
ذاك المناضل الذي يُقبِّـل عيني ابنته قبل أن يذهب لتشعله تلك القبلة ناراً من شوقه تارة وعلى عدوه تارة أخرى! ما الذي رآه ذلك العاشق في مقلتيها كي تمنحه قوة تعينه على تحمل الألم قرونا ؟!

إنّه الوطن .. وجدهُ في عينيها السوداوتين .. إنه يدافع عن عشقه .. إنه مؤمن أن الوطن هو الحُـبّ وأنّ القضية ليست فقط أرضاً صمَّاء ,
إنّها حَيََّة .. تنبضْ ..

*أَسَبَقَ وأنْ أَقلقَ مضجعكم صوتٌ ما , وحرمكم لذّة النوم بعد يوم شاق وقاسٍ جداً .. !
وما كان ؟
أَكَانَ صوت نعجة تَئنّ ألماً في مخاضها .. !

تلك كانت معاناتي ليلة أول من أمس بعد قضاء يوم مرهق بكل المقاييس .. الأخبار المؤسفة التي تسمعها , وقلبك الذي يعتصر ألماً .. العيون الباكية , والأخرى المتوعدة .. الأصوات الهاتفة , وتلك الخائفة ..
وسط تلك المَعْمَعَة وفي سكون الليل .. ليلة الثلاثاء 16/3/2010 كانت نعجة قد دبَّ الطَلْقُ في أوصالها ..
المزرعة التي أسكن أنا بقربها تعُجّ بأنواع الماشية من ماعز وأغنام وخواريف وغيرها وفي كل يوم كانت تلد إحدى الإناث الحوامل وكنت أراقب ذلك بشغف وكأنّ كلّ شيء وأيّ شيء يذوي .. كلّ المشاهد يُسدل عليها الستار ليُرفع عن مشهدٍ واحدٍ فقط .. غنمتين وليدتيْن حديثاً تتسابقان للفوز بظئر الأم أولا .. وفي كلّ مرة كانت تنجح تلك الغنمة السوداء المرقطة بالأبيض, أما السوداء الخالصة فكانت تقاوم فتفشل ثم تجلس وحيدة في الزاوية منتظرة دورها التالي بعد انتهاء شقيقها من وجبته ..

في كلّ مرة كانت تُولد فيها نعجة لم أكن أسمع صوتاً لكن تلك الليلة كان صوتاً ظلّ يصرخ طول الليل .. كانت ولادتُها متعسِّرة : ( ..
لِمجرَّد التفكير بعملية تخليص رُوح من رُوح مؤلمة بحدّ ذاتها .. كاد قلبي يتفطَّر ألماً عليها ولم أستطع النّوم مطلقاً ..
تلك هي الصورة ولكن الجزء الآخر ..
لِمَ تلك الليلة بالذات !
أكانت تريد إيصالَ رسالةٍ ما ..

صوتُها الذي كان يئنّ طيلة ليلة كاملة مزعجاً الهدوء والسبات الذي كانت تغرق به المنطقة , أَكَانَ يتعمّد إيقاظنا! ربما ليس نومنا الجسدي بل ربما أرادت أرواحنا .. لتقول: لستُ أنا .. إنّها القدس !
عندما أشرقت الشمس كانت قد وُلدت النعجة الصغيرة كانت بيضاء لا يُعكر صفو بياضها شيء , وهدأت الأم بعد ليلة كاملة من المعاناة والصراع مع الألم ..
أولئك الأنجاس الآن يريدون بناء (الهيكل المزعوم) على حساب المسجد الأقصى وفي ذلك تهديد علنيّ مصرّح به بهدمه ..
لا أستطيع الربط بين الحدثين ولكن هناك علاقة ما .. لا أدري كيف أنسجها لكي تصل إليكم.
لكن ربما النقطة هنا خير من الفاصلة , فالكلام ليس دائما يمكنه إنصاف ما يحدث .

*وتمضي عواصفـا ..
مسيرات تناقلتها الفضائيات شهدتها كل بقعة لم تعد تستطيع حمل أقدام الثائرين في فلسطين ..
وجوه متجهمة .. أصوات مستصرخة .. وأيدٍ تحمل أعلاماً , وأخرى .. هناك بين طلاب المدارس الابتدائية طفل يتشبث بحقيبته المدرسية خوفاً .. هو لا يدري لِمَ هو هنا , وبعينين حائرتين يتلفت حوله يمنة ويسرة علّه يجد وجهاً مألوفاً ليعيده إلى بيته .. !
يهرع إليه مُصَوّر يبحث عن لقطة مؤثرة علّها تُجَلْجِلُ ضميرَ أحدهم .. يُصوّر حزن قسمات ذلك الطفل .. يُسلِّط الضوء على دموعه .. وعلى رأسه كانوا قد ألبسوه شريطاً كُتِبَ عليه .. " لا هُنْتَ يا أقصى " ..
و.. مهما اكتملت الصورة لابدّ وأن يبقى جزءا ناقصا .. !

*من سجون الليل تنتزع النَّهار ..
هذه بلادي واعلموا أنَّ الصِّغار من دوْلة الأحلام تمتلك القرارْ ..

السبت، 6 مارس 2010

ميلاد الشّمْسْ ..


عفوا , أنا لن أتكلم عن تاريخ الكرة الأرضية و كيف أن بدايتها ما كانت لتكون لولا ولادة الشمس , ولكني سأتكلم عن تاريخ الأمل الذي ما كان ليكون قد وصلني ربما أو كثيرون من قبلي وممن سيأتون بعدي لولا وصول أشعة شمس قد ولدت منذ تسعة وعشرين سنة من الآن ..

أنا أيضاً لا أتكلم عن شمس تطلع كل صباح و تغيب في الليل , بل هو أحد يذكرني اسمه بقرص الشّمس بغض النظر عن معنى اسمه الحقيقي وشيء آخر , هو لا يغيب في الليل ..
هو موجود بوجود الأمل في نفوس كل من يعتاد على عينيه .. عفوا , لكنه أخي !

وإذا أردتم معرفة اسمه الحقيقي فعليكم أولا أن تتقنوا فهم كل لغات العالم , وعليكم أيضا معرفة خبايا الأنفس , أخي كل الناس !
انظروا إلى إشراقة الشمس كل صباح أو لكم أن تروا ماذا تفعله تلك الساحرة في يوم غائم ماطر حين تحارب الغيوم وتطلع معلنة أن الأمل هنا حيث تصل أشعتها الدافئة ,, حيث كلّ مكان !
حينها سترون أخي ..

* إلى أخي العزيز .. كل عام و الدنيا بخير ..

الأحد، 28 فبراير 2010

اعْتزَلْتُ الغَــــرَامْ*

خَلَعَتْ ملابسها ببرود غير معتاد و صوت خرير الماء يساعدها على الاسترخاء أكثرْ , و .. تتنفّسُ بعمقْ .. تحاول ألا يَسْمع نشيجَها أحدْ ,,
أَغطستْ رأسها تحت صنبور المياه المعلّق على حائط الحمّام , لا يهمها إن كانت ستختنق أم لا!
لكنّه كان يهتم هُـوَ بذلك , يديـْهِ تزيحان شَعْرَهَا المنسدل على عَينيْها , وتحاول أن تمسح قطرات الماء المنهمر على وجهِهَا , بعينيْن مبتسمتيْن تواقتيْن ومتلهفتيْن ...
لَسَعَتْهَا حرارةُ الماء و كأنّها أيقظتها , وبعينيْن أغشاهما الدمع تنظر إلى جسدها .. آثار شيء ما بدأ يَبُوشْ .. إنّـه حَرْفهُ كانت قد نقشَته على صدرِها من قبل , بدأ الماءُ بمَحْوِ آثارِه و .. البخار الساخن يتصاعد ...
يُمسكُ يديها , يحاول أن يمنحَهُما الدفءَ في صباحٍ ماطرٍ كذاكَ الصباح الفيْروزيّ الأبيضْ .. لاتزال تذكر ذلك اليوم , كانت أول مرة يهمس في أذنِها "أُحِبُّكِ" , كانت منذ سنة ,, تذكر أيضاً كم كانت عَينيْه صَادقتيْن ويَديْه دَافئتيْن ...
تَفركُ بيديْها ما لمْ يستطع الماءُ إزالَتَهُ من بقايا حرفِهْ .. تَسْتنشق بقوّة و تُغْمضُ عينيْها المنتفختيْن , وكأنَّما سكّيناً حلّتْ مكان حرفه لتنثر قلبَها كغبار نجمٍ قدْ قضى ...
يترك يديْها : آسفْ ,, لستِ لي ..
قبل ساعة كانا يرتشفان القهوة سويّاً حين قال ما قالْ ..
يُكْمل :أنا أحْبَبْتُكِ , لكنني لا أظنكِ قدرِي , أو أقصد أنا رحلتي طويلة لا أريدُ أن أظلمكِ معي , أنتِ تستحقّين الأفضل صدقيني .. ليْس من العدل أن تظلّي في انتظاري كلّ هذا الوقتْ ...
قال الكثير وقتها لكنها لا تكاد تذكر شيئاً , و لكن ..
: أَمِنَ العدْل أن تتركني وأنا أحِبُّكْ , من قال لكَ أنني أريدُ الأفضلْ , وما شأنُكَ أنتَ إن كنتُ أنا راضيةً بظلم نفسي إن كنتَ تعتبر بقائي معكَ ظلْماً , لماذا تعتقد أنني لن أصْبِرْ , ألا تعلم أنني أتلذّذ بعذابِكْ , أُحِبُّ ظُلْمَكَ , عنادك .. غروركَ وكبرياءكَ , أعشق انتظاري إيّــاك و أستمتع بنار شوقي إليْكْ .. لِمَ فعلتَ هذا!
لكنَّها لم تصرخْ بذلك , هي لم تنبس ببنت شفة , وبينما كبرياؤها كان يلفظُ أنفاسَهُ الأخيرة كان هو يُدير ظهرَه و .. ذَابَ بالأُفقْ .. و كل نبضة في قلبِها ترجوه أن يرجع , هي ستنتظر , ستحتملْ , هي تُحِبُّهْ ...
لكنّهُ أنانيّ , نعم .. قالتها وهي تنظر في مرآة الحمّام بوجهها الشاحبْ ,,لكن لا .. , تّشُدُّ قامتها وترفع رأسها وتمسح دموعها , ثمّ ترتدي ملابسها ,, لقد ..
لقدْ قرّرَتْ أن تمنحَ كبرياءها فرصة للحياة ثانيةً ,, ستنســــاه !
<<جملة اعتراضية- هي تعلم أنها ستصمد قليلاً لكنْ ما إن يحلّ اللّيْل ستلجأُ إلى أحضانه كطفلةٍ (بدها دفا) !
تخرج من الحمّام على وقع أنغام اعتزلت الغرام , تهرع إلى هاتفها المحمول , إنـــهُ هــــوَ !
قلبُها ينتفض , تدور الغرفة رقصاً .. لمْ تَرُدّ , ليْس لأنّها لا تريد .. بل لتتأنّق لهْ ؛ فهو يراها .. يراها بعيْنيْهِ البُنّيتيْن .. ستكون بأبهى حلة , تنظر إلى المرآة , تَطْمَئن على صورتها و .. سكتتْ ماجدة ..
بابتسامة الواثق ( وبشيء من اللؤمْ ) تُكلّمُ مرآتَها : لا بأس , سيعود !
لقدْ قَرّرًتْ ألا تدع كبرياءها يظلمها كما فعل حبيبُها ..
ماجدة تعاود الغناء : اعتزلت الغــــــــــــــــرام ..
فيقطع صراخها صوتُه الخاضع :
- آسف , نسيتُ أن أقول شيئاً ..
- ماذا؟!
- أَشْتَاقُكِ .., ظَلّي ..
*مُجرّدْ قِصّة .

الخميس، 25 فبراير 2010

بعد سنة ..

لا تتصورون كم عانيت حتى أستطيع المجيء إلى هنا ,, لماذا ؟
لأحمّل شيئا كتبته البارحة ليلا بعنوان ( اعتزلت الغرام ) ولكن لخيبة اعتدت أن يصفعني بها القدر دائما خذلتني فلاشتي العزيزة ولم أستطيع تنزيل التدوينة التي كنت أود وضعها هنا متعمدة في تاريخ كهذا ..
لكن لا بأس !
مع أنني لأول مرة أكتب بهذه الطريقة فغالبا ما تشدني الحاجة إلى هنا وأكتب بطريقة عفوية مباشرة دون تصحيح أو تغيير أو تنميق لكن هذه المرة أردت أن تكون الطريقة مختلفة ,,
إلى أن أحظى بفرصة أخرى و أحمل ما كنت أريد إلى هنا كونوا بخير



** لحظة , عفوا عدت إلى هنا بعد ان نشرت ما كتبت في الأعلى لأنني صدمت بأن تاريخ اليوم كان 24 لا 25 لا أدري لماذا ,, لماذا أسبق العالم كلّه بيوم لا أدري من المفترض أن اليوم هو الخميس 25 فبراير 2010 لكن حينما رأيت تاريخ مدونتي انتابني الشك مما دعاني لسؤال أحدهم ووافق اعتقادي الأول , لماذا يا مدونتي العزيزة تتجاهلين يوما تعلمين كم هي أهميته بالنسبة لي ..
أهو رفضك لما حدث في هذا اليوم منذ سنة أم هو اعتراضك على ما كنت سأكتب هنا ,, أو هو تعبير عن حيرة انتابتك حين راجعت كيف كان ذاك اليوم سيحييني وأعمد إلى هذا اليوم انا الآن لأقتل نفسي ,,
لن أغيّر تاريخك يا مدونتي العزيزة ,, اعترافنا بذاك اليوم لن يغير شيئا ..
ولكن لا تقلقي .. أنا حيــــــاة ولو !

السبت، 13 فبراير 2010

وَشْوَشَة

أيام وأنا أحاول الكتابة هنا ,, أي شيء لا يهم ماذا لكني فقط كنت أريد أن أثبت أنني لا زلت حيّة !
-بالمناسبة كنت أريد أن أثبت ذلك لنفسي ليس لأي شيء آخر !

في كلّ ليلة قبل أن أنام كنت أهمس في أذن ما كلّ شيء , كنت أبوح لها بكل ما يختلج صدري بحرية تامة كما اعتدت ذلك معها دوما وكما عودتني ألا تكون منصتة لي وتكون ملتهية بشيء آخر ,, قد يكون كذلك لكنها تسدي إليّ خدمة .. إنها تتركني أتكلم وأثرثر دون محاسبة أو مقاطعة حتى تسمح للنوم بأن يغزو جفوني ..

لست عاتبة !

قبل ذلك أتيت إلى هنا كتبت في الأعلى عن العنوان مرة : ( لو نبقى صغار ) , ومرة ( أقنعة ) , ومرة ( أقدار ) و أخرى (حبس انفرادي ) و.. لم أكتب شيئا فقط كنت أقفل الصفحة تلقائيا بعد قضاء أكثر من ثلاثة أرباع الساعة هائمة بين هذه الصفحات و بين بريدي الخاص , لماذا , لا أدري !

ربما كنت أظن أنني لن أجد طائلا من كتابتي أي شيء , ولست مخطئة على ما أعتقد و لكني قررت أن أحاول و .. لا بأس !
عندما كنت على وشك كتابة ( لو نبقى صغار ) كانت تراود عقلي ذكريات بريئة عن طفولتي ,, كنت أتذكر سعادتي كلما كان يهطل المطر و أنا عائدة من المدرسة وحين كنت أتجاهل كل الوجوه التي تسابق الزمن للاختباء كنت أهرب منها إلى حاكورة كانت بالقرب من مدرستنا أذكر لا زلت كيف كنت أخبيء حقيبة المدرسة في مأمن من المطر مشفقة عليها حيث لا تستطيع الاستمتاع به مثلي وكنت أهرب إلى حائط رطب قد فعلت به الطحالب ما فعلت حال نموها عليه وأعطته لونا أخضر كان يروقني بغض النظر عن أشياء أخرى كنت أهرع لأجلس على حجر كان تحت ذلك الحائط المهتريء لأفرش ورود الأقحوان التي كنت ألمها في الطريق على حجري وأرتبها ثم أنظر إلى السماء بثقة و أقول أتمنى أن تكون لي حديقة أزهار لينمو فيها الأقحوان دوت مضايقة من أحد ودون أن يعرقل نموه ولد طائش سمين يثير الغثيان مجرد النظر إلى وجهه المتسخ ,, كانت أحلامي لا تتعدى فكرة التخلص من ذاك الشرير الذي يضايق الفتيات على الطريق
هذه كانت جلّ همومي وكل ما كان يقلقني ,, أيضا كيف سأعود إلى البيت وأشرح لأمي كيف أن ملابسي باتت مبتلة وقد لا أنجح في إقناعها فأحظى بعقاب ربما لن يستطيع تشويه روعة ذلك اليوم ولم ينجح أبدا حتى الآن ,,

حبس انفرادي ,,
غريب , وماذا كنت أريد أن أطوي تحت هذا العنوان حينها ,,
ليس مهما ..
المهم , أيضرّ حبيس نفسه حبس جدران أربعة !

لا أعتقد ..

لن أثرثر أكثر ,,

لأنني حيّة ..

الخميس، 21 يناير 2010

لن يدوم اغترابُك ..

ما أُحَيلى رجوعي

مُتعباً أتبعُ المساء

والهوى في ضلوعي

جُنّ من فرحةِ اللقاء ..

كأنّي بذاك اليوم أراهُ قريباً !


الثلاثاء، 12 يناير 2010

تعبت ..



يكفيك !