أَنْفَاسْ..
الأحد، 25 يوليو 2010
حياة الروح*
أستطيع أن أتخيل تلك العيون الصغيرة لدرجة أنها لا يمكنها التفتح وكأنها برعم خلق حديثا تداعبه الريح لتخرج أزهاره, تماما كما هي يدي أمها تحاول دغدغتها منتظرة بلهفة سطوع الجوهرة السوداء من محجريهما, وإيقاظ ذلك الألق الذي كان في سبات لمدة تسعة أشهر كاملة..
أستطيع أن أتخيل فرحة أمك يا "لينــــا" حين تلتقي عينيها عيني أول صبية تأتيها بعد ولدين..
أكاد أرى كل الأحلام التي بنتها في تلك اللحظة والتي حملتها رموشك الرقيقة, كانت تراك طفلة تكاد تحبو,, تخيلت خطواتك الأولى.. سمعت كلمة "ماما" من شفتيك.. رأتك في زي المدرسة لأول يوم.. فرحت بك حين بلغت.. أصبحت تراك بالفستان الأبيض تتقدين أنوثة كما هو حلم كل أم..
لقد رأتك ابنة, وزوجة, وأما, وجدة.. أكاد أرى شريط الفيديو الذي سجلته مخيلتها البكر حين لامست شفاهك نهدها تنهل من عبقها وحنانها وأمومتها..
حدث هذا في مثل هذا اليوم في إحدى عنابر المشفى التي التقطت منها أول أنفاسك قبل تسعة عشر عاما بالتمام..
أيتها الرائعة "لينـــا"..
حقا لا أدري ماذا أسطر لك في ذكرى يوم كهذا.. قد لا أستطيع تقديم هدية تليق بصديقتي الحميمة حتى من خلال هذه الصفحة, وحتى هذه اللوحة العقيم التي أدقها بأصابعي كي أجهز لك هديتك باتت ذاهلة أمام لهفة أناملي وهي تدون لك.. لك أنت يا صديقتي.. بل هي عاجزة عن نقل إيماني العميق بك إلى هذه الشاشة حيث ستلتقي عينيك وقد أصبحت شابة سائرة في درب أحلامك التي رسمتها ريشة أمك حين كنت في أحشائها!
لكن ما أستطيع قوله هنا وبكل ثقة, وما أعلمه جيدا هو أنك لم ولن تخذلي أمك.. : )
كل عام وأنت نقية كالياسمين..
وأنت طيبة كالمسك, ساطعة كالشمس, وأنت بسيطة كالماء, واضحة كالأبيض..
كل عام وأنت أنت..
عزيزتي..
أنا لن أنسى وقوفك إلى جانبي.. ربما كنت قد انتظرت مناسبة كهذه لأجدها سببا (غير مبرر) لأشكرك ربما!
"لنوش" كل عام وأنت أنقى,, وأنت أرقى..
أيتها النابضة.. كل عام وأنت الحياة..!
.. قبلة على جبينك في وجه الشمس,,
*تعمدت أن يكون العنوان كما كانت تحلو لإحدى صديقاتنا مناداتك.. يا نقاء الروح!
الأربعاء، 21 يوليو 2010
جليد*
حرارة الجو هذه الأيام, حرارة تموز التي تذيب الصخر.. لم أكن أعلم مدى قدرتها على إذابةالقلوب يوما!
ترقب,, سرق النوم من جفوني, علقني على مقصلة الليل, وجع ولوعة تحتل القلب من تراكمات لكثير من الحنظل على جنباته.. حتى أنه فقد مرونته في النبض بطلاقة.. حتى أنه لم يعد قادرا على التنهد!
في الوقت الذي تحتاج فيه قلبا يساندك, يحمل عنك وجعك, يخفف عنك قسوة الانتظار,, فتجده يسكر من نشوة الانتصار على قلبك الضعيف المجهد..
فكرة وجود ملائكة على الأرض حمقاء وغبية وساذجة لأبعد الحدود,, الموجودين على الأرض بشر لكن منهم من تنكر بزي ملاك,, وآخرون اتخذو دمية الوحش زيا لهم.. الناس أصناف,, والصدمات درجات أيضا!
حين تشخص ببصرك إلى حيث الشمس.. بعد ليلة مرهقة بكل المقاييس ورأسك مدفونا تحت الوسادة,, ترفع رأسك في وجه الشمس صارخا بابتسامة مريضة,, وعينين أعياهما الدمع, عندها تكون خارقا
جدا, بل جدا أيضا!
* قد لا يكون هناك علاقة بين ما عنونت به وبين ما كتبته هنا,, لكنني أفهم جيدا لم اخترته!
..
الجمعة، 9 يوليو 2010
"عن غزة",,
شو أحكيلك يا فيروز؟!
عن بلدي؟ عن بيتي؟ عن جار الطفولة؟
جعبتي مليئة بالحكايا يا فيروز,, عن غزة!
عن البحر, عن الليمون, عن الزعتر والزيتون, عن الصيادين وتفاصيلهم المشبعة بالدم! عن السمك المسروق!
عن الزوارق الحربية, عن الرحلات البحرية, عن رقصة الموت! عن رجفة الحياة!
عن الحب, عن السماء الملونة!
غزة,, وما تختزله من تناقضات! هي أنا وما أختزله من هوائها في دمي, ومن حليبها في ثنايا فمي, من مائها المالح الذي يصلني يوما مقابل ثلاثة أيام نعيش على ذكراه _مدة يستغرقها في الوصول ربما!
فيروز انتي غنيتي لبيروت,, بس أنا غزة هي أغنيتي! إمي رضعتني لحنها مقاما مقاما وسلما سلما..
من يريد أن يعرف غزة فليسأل عنها من داعبت أقدامه أمواج بحرها وبات الآن يحك قدميه برصيف الغربة بحثا عن الحياة!
هو يعرف جيدا دور غزة في لعبة الحياة,,
شيء آخر.. غزة شوكة في حلق السذج والمتغابين والمتذاكين كذلك!
كما تزرع الورد في طريقنا, تغرس الشوك طريقا لأولئك!
حبيبتي غزة/ قديش فيكي تصبري؟ قديش فينا نحبك بعد أكتر!
قالوا أنهم سيجتمعون اليوم معا يتحدون لأجلك غزة, بغض النظر عن الأسباب والمتعلقات.. أنا حضرت لأجل الحياة,, وليس لأجلك غزة,, أنا دائما أنبض باسمك غزة, أنا هنا دوما لأجلك غزة, حتى بتدوينات لا تمت لك بصلة هي أصلا وُجدت لأجلك غزة!
فليخسأ قلم لا يثور حبره لأجلك غزتي.. - بكل أنانية!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)