أَنْفَاسْ..

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

معو فكة!

كان عليّ أن أدفع القسط الجامعي قبل انتهاء المدة المحددة, وبما أن والدي لم يتقاض راتبه لمدةشهرين متتابعين فإن حصولي على القسط كان معجزة.. لكن بما أنني في غزة بلد المعجزات فقد حصلت عليه ولكن في الحقيقة أن ذلك اليوم كان حاملا معجزة أخرى.. في أثناء محاولتي فك المئتي شيكل التي في حوزتي وفي أثناء مروري بجميع مكتبات ومحلات شارع الجامعة ودون أن يلقى بحثي هذا أي بادرة أمل سوى أن الورقة الحمراء أصبحت في يدي ورقتين بنيتين,, وبعد أن بدأ اليأس يلسع وجهي بحرارته التي فاقت حرارة شمس الظهيرة وهذا شيء عادي بالنسبة إلى أزمة الفكة الشائعة في البلد, وأخشى أنها صارت عادية ومعرقلة لكثير من أعمالنا اليوميةإلا أن سيارة أجرة ساقها القدر ليس مصادفة بالتأكيد ليلوح لي من داخلها سائق عجوز أصلع أشيب الذقن بابتسامة مبللة بالعرق.. وين طالعة؟
وبشكل تلقائي قلت له: أنا بدور ع فكة.. بلاقي معك؟! وكأنه شعر بمسئولية أبوة تجاهي ومن هذا المنطلق وجدته يفتح درجا في سيارته وإذ بالقطع البرونزية من جميع الفئات تتلألأ غالبة بذلك ذهبية الشمس قال والنشوة ملأت صدره: مش حتلاقي الفكة هاي غير معي أنا..!
وصرف لي نقودي من فئة الخمسين شيكل إلى فئة الشيكل..
شاب اقترب بعد أن جذبه منظر التاكسي بعد أن أصبح صرافا متنقلا, وصلني بعد أن غادرت السيارة.. معو فكة؟!.. فأجبت بإيماءة أن: آه.. معو فكة!