أَنْفَاسْ..

الأحد، 28 فبراير 2010

اعْتزَلْتُ الغَــــرَامْ*

خَلَعَتْ ملابسها ببرود غير معتاد و صوت خرير الماء يساعدها على الاسترخاء أكثرْ , و .. تتنفّسُ بعمقْ .. تحاول ألا يَسْمع نشيجَها أحدْ ,,
أَغطستْ رأسها تحت صنبور المياه المعلّق على حائط الحمّام , لا يهمها إن كانت ستختنق أم لا!
لكنّه كان يهتم هُـوَ بذلك , يديـْهِ تزيحان شَعْرَهَا المنسدل على عَينيْها , وتحاول أن تمسح قطرات الماء المنهمر على وجهِهَا , بعينيْن مبتسمتيْن تواقتيْن ومتلهفتيْن ...
لَسَعَتْهَا حرارةُ الماء و كأنّها أيقظتها , وبعينيْن أغشاهما الدمع تنظر إلى جسدها .. آثار شيء ما بدأ يَبُوشْ .. إنّـه حَرْفهُ كانت قد نقشَته على صدرِها من قبل , بدأ الماءُ بمَحْوِ آثارِه و .. البخار الساخن يتصاعد ...
يُمسكُ يديها , يحاول أن يمنحَهُما الدفءَ في صباحٍ ماطرٍ كذاكَ الصباح الفيْروزيّ الأبيضْ .. لاتزال تذكر ذلك اليوم , كانت أول مرة يهمس في أذنِها "أُحِبُّكِ" , كانت منذ سنة ,, تذكر أيضاً كم كانت عَينيْه صَادقتيْن ويَديْه دَافئتيْن ...
تَفركُ بيديْها ما لمْ يستطع الماءُ إزالَتَهُ من بقايا حرفِهْ .. تَسْتنشق بقوّة و تُغْمضُ عينيْها المنتفختيْن , وكأنَّما سكّيناً حلّتْ مكان حرفه لتنثر قلبَها كغبار نجمٍ قدْ قضى ...
يترك يديْها : آسفْ ,, لستِ لي ..
قبل ساعة كانا يرتشفان القهوة سويّاً حين قال ما قالْ ..
يُكْمل :أنا أحْبَبْتُكِ , لكنني لا أظنكِ قدرِي , أو أقصد أنا رحلتي طويلة لا أريدُ أن أظلمكِ معي , أنتِ تستحقّين الأفضل صدقيني .. ليْس من العدل أن تظلّي في انتظاري كلّ هذا الوقتْ ...
قال الكثير وقتها لكنها لا تكاد تذكر شيئاً , و لكن ..
: أَمِنَ العدْل أن تتركني وأنا أحِبُّكْ , من قال لكَ أنني أريدُ الأفضلْ , وما شأنُكَ أنتَ إن كنتُ أنا راضيةً بظلم نفسي إن كنتَ تعتبر بقائي معكَ ظلْماً , لماذا تعتقد أنني لن أصْبِرْ , ألا تعلم أنني أتلذّذ بعذابِكْ , أُحِبُّ ظُلْمَكَ , عنادك .. غروركَ وكبرياءكَ , أعشق انتظاري إيّــاك و أستمتع بنار شوقي إليْكْ .. لِمَ فعلتَ هذا!
لكنَّها لم تصرخْ بذلك , هي لم تنبس ببنت شفة , وبينما كبرياؤها كان يلفظُ أنفاسَهُ الأخيرة كان هو يُدير ظهرَه و .. ذَابَ بالأُفقْ .. و كل نبضة في قلبِها ترجوه أن يرجع , هي ستنتظر , ستحتملْ , هي تُحِبُّهْ ...
لكنّهُ أنانيّ , نعم .. قالتها وهي تنظر في مرآة الحمّام بوجهها الشاحبْ ,,لكن لا .. , تّشُدُّ قامتها وترفع رأسها وتمسح دموعها , ثمّ ترتدي ملابسها ,, لقد ..
لقدْ قرّرَتْ أن تمنحَ كبرياءها فرصة للحياة ثانيةً ,, ستنســــاه !
<<جملة اعتراضية- هي تعلم أنها ستصمد قليلاً لكنْ ما إن يحلّ اللّيْل ستلجأُ إلى أحضانه كطفلةٍ (بدها دفا) !
تخرج من الحمّام على وقع أنغام اعتزلت الغرام , تهرع إلى هاتفها المحمول , إنـــهُ هــــوَ !
قلبُها ينتفض , تدور الغرفة رقصاً .. لمْ تَرُدّ , ليْس لأنّها لا تريد .. بل لتتأنّق لهْ ؛ فهو يراها .. يراها بعيْنيْهِ البُنّيتيْن .. ستكون بأبهى حلة , تنظر إلى المرآة , تَطْمَئن على صورتها و .. سكتتْ ماجدة ..
بابتسامة الواثق ( وبشيء من اللؤمْ ) تُكلّمُ مرآتَها : لا بأس , سيعود !
لقدْ قَرّرًتْ ألا تدع كبرياءها يظلمها كما فعل حبيبُها ..
ماجدة تعاود الغناء : اعتزلت الغــــــــــــــــرام ..
فيقطع صراخها صوتُه الخاضع :
- آسف , نسيتُ أن أقول شيئاً ..
- ماذا؟!
- أَشْتَاقُكِ .., ظَلّي ..
*مُجرّدْ قِصّة .

الخميس، 25 فبراير 2010

بعد سنة ..

لا تتصورون كم عانيت حتى أستطيع المجيء إلى هنا ,, لماذا ؟
لأحمّل شيئا كتبته البارحة ليلا بعنوان ( اعتزلت الغرام ) ولكن لخيبة اعتدت أن يصفعني بها القدر دائما خذلتني فلاشتي العزيزة ولم أستطيع تنزيل التدوينة التي كنت أود وضعها هنا متعمدة في تاريخ كهذا ..
لكن لا بأس !
مع أنني لأول مرة أكتب بهذه الطريقة فغالبا ما تشدني الحاجة إلى هنا وأكتب بطريقة عفوية مباشرة دون تصحيح أو تغيير أو تنميق لكن هذه المرة أردت أن تكون الطريقة مختلفة ,,
إلى أن أحظى بفرصة أخرى و أحمل ما كنت أريد إلى هنا كونوا بخير



** لحظة , عفوا عدت إلى هنا بعد ان نشرت ما كتبت في الأعلى لأنني صدمت بأن تاريخ اليوم كان 24 لا 25 لا أدري لماذا ,, لماذا أسبق العالم كلّه بيوم لا أدري من المفترض أن اليوم هو الخميس 25 فبراير 2010 لكن حينما رأيت تاريخ مدونتي انتابني الشك مما دعاني لسؤال أحدهم ووافق اعتقادي الأول , لماذا يا مدونتي العزيزة تتجاهلين يوما تعلمين كم هي أهميته بالنسبة لي ..
أهو رفضك لما حدث في هذا اليوم منذ سنة أم هو اعتراضك على ما كنت سأكتب هنا ,, أو هو تعبير عن حيرة انتابتك حين راجعت كيف كان ذاك اليوم سيحييني وأعمد إلى هذا اليوم انا الآن لأقتل نفسي ,,
لن أغيّر تاريخك يا مدونتي العزيزة ,, اعترافنا بذاك اليوم لن يغير شيئا ..
ولكن لا تقلقي .. أنا حيــــــاة ولو !

السبت، 13 فبراير 2010

وَشْوَشَة

أيام وأنا أحاول الكتابة هنا ,, أي شيء لا يهم ماذا لكني فقط كنت أريد أن أثبت أنني لا زلت حيّة !
-بالمناسبة كنت أريد أن أثبت ذلك لنفسي ليس لأي شيء آخر !

في كلّ ليلة قبل أن أنام كنت أهمس في أذن ما كلّ شيء , كنت أبوح لها بكل ما يختلج صدري بحرية تامة كما اعتدت ذلك معها دوما وكما عودتني ألا تكون منصتة لي وتكون ملتهية بشيء آخر ,, قد يكون كذلك لكنها تسدي إليّ خدمة .. إنها تتركني أتكلم وأثرثر دون محاسبة أو مقاطعة حتى تسمح للنوم بأن يغزو جفوني ..

لست عاتبة !

قبل ذلك أتيت إلى هنا كتبت في الأعلى عن العنوان مرة : ( لو نبقى صغار ) , ومرة ( أقنعة ) , ومرة ( أقدار ) و أخرى (حبس انفرادي ) و.. لم أكتب شيئا فقط كنت أقفل الصفحة تلقائيا بعد قضاء أكثر من ثلاثة أرباع الساعة هائمة بين هذه الصفحات و بين بريدي الخاص , لماذا , لا أدري !

ربما كنت أظن أنني لن أجد طائلا من كتابتي أي شيء , ولست مخطئة على ما أعتقد و لكني قررت أن أحاول و .. لا بأس !
عندما كنت على وشك كتابة ( لو نبقى صغار ) كانت تراود عقلي ذكريات بريئة عن طفولتي ,, كنت أتذكر سعادتي كلما كان يهطل المطر و أنا عائدة من المدرسة وحين كنت أتجاهل كل الوجوه التي تسابق الزمن للاختباء كنت أهرب منها إلى حاكورة كانت بالقرب من مدرستنا أذكر لا زلت كيف كنت أخبيء حقيبة المدرسة في مأمن من المطر مشفقة عليها حيث لا تستطيع الاستمتاع به مثلي وكنت أهرب إلى حائط رطب قد فعلت به الطحالب ما فعلت حال نموها عليه وأعطته لونا أخضر كان يروقني بغض النظر عن أشياء أخرى كنت أهرع لأجلس على حجر كان تحت ذلك الحائط المهتريء لأفرش ورود الأقحوان التي كنت ألمها في الطريق على حجري وأرتبها ثم أنظر إلى السماء بثقة و أقول أتمنى أن تكون لي حديقة أزهار لينمو فيها الأقحوان دوت مضايقة من أحد ودون أن يعرقل نموه ولد طائش سمين يثير الغثيان مجرد النظر إلى وجهه المتسخ ,, كانت أحلامي لا تتعدى فكرة التخلص من ذاك الشرير الذي يضايق الفتيات على الطريق
هذه كانت جلّ همومي وكل ما كان يقلقني ,, أيضا كيف سأعود إلى البيت وأشرح لأمي كيف أن ملابسي باتت مبتلة وقد لا أنجح في إقناعها فأحظى بعقاب ربما لن يستطيع تشويه روعة ذلك اليوم ولم ينجح أبدا حتى الآن ,,

حبس انفرادي ,,
غريب , وماذا كنت أريد أن أطوي تحت هذا العنوان حينها ,,
ليس مهما ..
المهم , أيضرّ حبيس نفسه حبس جدران أربعة !

لا أعتقد ..

لن أثرثر أكثر ,,

لأنني حيّة ..